رئيس التحرير
عصام كامل

«التاريخ يعيد نفسه».. جيل «25 يناير» يسلم الراية لطلاب الثانوية العامة.. تسريب الامتحانات يعلن عن جيل ثوري جديد.. خبراء يشيدون بحماس الشباب.. وجمال فرويز: «جيلنا كان بينضرب وي

فيتو

5 سنوات مرت على اندلاع ثورة 25 يناير، والتي تميزت بقيادة الشباب لها ضد الفساد والقمع، لتكون الثورة رمزًا للحرية وصوتًا للمستضعفين.

آن ذاك.. كان هناك جيل من الطلاب ما بين المرحلة الإعدادية والابتدائية، لم يشاركوا في الثورة بالنزول إلى الميادين، ولكن تربوا على فكرة الدفاع عن المطالب، وتعلموا الطريق إلى الشوارع والميادين.

والآن.. تشهد مصر حالة أشبه "بتوارث الأجيال"، فقد امتلأ، الأربعاء، محيط نقابة الصحفيين بمظاهرات طلاب الثانوية العامة الرافضين لما وصفوه بشفل وزارة التربية والتعليم، فبعد أن تجاهلت الوزارة – مطالب الطلاب، لم يجدوا طريقًا للتعبير عن مطالبهم إلا طريق من سبقوهم إلى الميادين والشوارع.

ولم تقتصر مظاهرات الطلاب على محيط نقابة الصحفيين، بل وشهد ميدان التحرير أيضًا عددا من التظاهرات الطلابية في الأيام السابقة.

ونجحت مشاهد مظاهرات الطلاب، من هتاف ووحدة الصف والمطالب المحددة، في إثارة عدة تساؤلات حول تأثير نشأة جيل جديد على فكرة الثورة والتظاهر.

التاريخ يعيد نفسه

وتحليلًا للتأثير الذي سيلحقه مشاركة جيل جديد بالحياة السياسية والمطالبة بحقوقه – من صغره، قال المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، إن خروج طلاب الثانوية العامة للتظاهرة يعد دلالة قاطعة على أن التاريخ يعيد نفسه، فهذه ليست المرة الأولى التي يشارك بها طلاب مدارس مصر في الحياة السياسية، ولكن هناك سوابق تاريخية تعيد إلى أذهاننا المشهد ذاته، ففي ثورة 1919 خرجت جموع الطلاب من مدارس مصر وجامعاتها للمطالبة باستقلال مصر من الاحتلال الإنجليزي.

وأشار السيد إلى الفرق بين خروج طلاب المدارس للتظاهر في ثورة 19 وتظاهرات طلاب الثانوية العامة الحالية لإقالة الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، فالهدف مختلف - من وجهة نظره.

ظاهرة سياسية يجب دراستها

وأكد المحلل السياسي، على أن ما يحدث من تظاهرات طلاب الثانوية العامة يعد ظاهرة سياسية يجب على الجهات السياسية في مصر دراستها ودراسة بواعثها فضلًا عن التغييرات التي ستقوم بإلحاقها على الساحة السياسية.

وأضاف السيد أن الطلاب يؤمنون بأن ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كفلتا لهم حق المطالبة بحقوقهم الدستورية والقانونية.

براعم تنفتح على الحياة السياسية

وأشار السيد إلى المدلول الإيجابي التي حققته مظاهرات الطلاب، وهو قربهم من الحياة السياسية والمشاركة بها بشكل أكبر من سابقيهم، مضيفًا أن أن مظاهرات الطلاب تؤكد على أن هناك براعم بدأت تنفتح على الحياة السياسية، باحثين عن طرق شرعية للتعبير عن آرائهم من خلال القانون والدستور.

وستصبح المظاهرات مشهدا طبيعيا

ومن الناحية النفسية، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، إن التحليل النفسي للجيل الصاعد، يؤكد على أن الطابع السياسي والحقوقي سيغلب على كل نواحي المجتمع، وستصبح المظاهرات مشهدا طبيعيا نراه يوميًا.

الجيل القادم أكثر وعيا

وأضاف الخبير النفسي أنه من الواضح أن الجيل القادم أكثر وعيا من الأجيال السابقة، وتابع: "على أيامنا كنا نطلع نتظاهر ونضرب، نسكت".
الجريدة الرسمية