رئيس التحرير
عصام كامل

مصاعب سوريا


إن علاقات الأسد مع إيران أثارت قلق أمريكا وأوروبا وتركيا وإسرائيل وذلك بسب الخشية من طبيعة الثوار وانقساماتهم..
فى ليلة عيد الفصح باتت الأمور تؤدى إلى نشوب حرب أهلية فى سوريا .


والسؤال ما الذى جعل رجب طيب أردوغان يصبح على رأس قائمة أعداء بشار الأسد؟ ليس هناك تفسير غير أنه رأى فى بشار عميلًا إيرانيًا يدعم المواجهة بين أنقرة وطهران فى السيطرة على الشرق الأوسط كما أنه مثل كثيرين غيره لم يكن يتوقع أن تدور رحى هذه الحرب فى أوائل هذا العام, فأردوغان ورط نفسه فى الحرب الأهلية فى سوريا, فهل من باب الربح والخسارة كان أمرًا جاداً له أن يقف بهذا الشكل الحاد إلى جانب الثوار؟

إسرائيل لا تعرف ما هو الأمر الأقل ضرراً فمن ناحية يعتبر الأسد عميلًا إيرانيًا يلعب دورًا مهمًا فى تقوية شوكة حزب الله اللبنانى ومن ناحية أخرى فإن الحكم فى دمشق يسعى على وقف النار مع إسرائيل منذ عام 1974 فما هو الأسوأ ؟ لا أحد يعلم إذ إن الافتراض هو سقوط نظام الأسد ولكن ماذا بعد ؟

الولايات المتحدة والدول الأوروبية وتركيا وإسرائيل يشعرون بالقلق من الشكوك حول طبيعة وجوهر قوى الثوار المنقسمين والمنشقين بينهم وبين أنفسهم بشكل أكبر من علاقات الأسد مع إيران .

عندما تكون إدارة باراك أوباما فى مراحل التراجع فى الشرق الأوسط، فلن يكون لديها نية فى أن تبعث بقوات عسكرية إلى المنطقة إلا إذا حدث الأسوأ ، ولذا فإن الأمريكيين يدربون مقاتليهم فى شمال الأردن.

عندما تعلق واشنطن وأنقرة والقدس إذن فهناك أزمة ، وهى الأساس الذى تحقق بين أردوغان وبنيامين نتانياهو. وكان يفضل أن تعتذر إسرائيل قبل عامين عندما طرح يوسى تشيخنوفر الصيغة التى اتفق عليها مع الأتراك ، إلا أن نتنياهو امتنع عن الصدام مع أفيجدور ليبرمان وزير خارجيته آنذاك فرفضها . ولكن الآن خير من العدم .

فاشترط أن يكون لدى إسرائيل ما يكفى من الضمانات كى يحترم أردوغان التزامه وألا يجد حجة للتملص.

كما توجد مؤشرات تثير القلق حيث بدأ أردوغان يدعى بأن تنفيذ دوره فى الالتزامات مرتبط بخطوات إسرائيلية فى إلغاء أو تخفيف الحصار على قطاع غزة إلا أنه فى هذا الشأن لا مجال للتنازلات فقد دفعت إسرائيل كامل الثمن ويجب عليها أن تطالب بكامل المقابل .

نقلاً عن يسرائيل هيوم

الجريدة الرسمية