أكاذيب السوشيال ميديا عن علاقة رؤساء مصر بإثيوبيا.. الصفحات تدعي تهديد عبدالناصر للإمبراطور الإثيوبي «هيلا سيلاسي».. وضرب أديس أبابا في عصر السادات مزيفة.. ومؤرخ يوضح الحقائق
تحتل أزمة سد النهضة أولويات المصريين، في الوقت الحالي، خاصة بعد ظاهرة نقص المياه خلال الأسابيع الماضية وإعلان رئيس الوزراء الإثيوبي «ديسالين» أن افتتاح المرحلة الأولى من السد يوليو المقبل وهو ما يستلزم تخزين 14 مليار متر مكعب من المياه.
ويتوقع خبراء المياه تأثير هذا التخزين على الحصة التاريخية للقاهرة من نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليارات متر مكعب سنويًا، وهو ما دفع الكثيرين إلى اتخاذ خطوات إيجابية كان منهم من طالب بضربة عسكرية لهذا السد الذي يهدد الأمن القومي المائي.
هذا الزخم من الأخبار حول تلك القضية المهمة شاركت فيه عدد صفحات على موقع التواصل الاجتماعي لتروي قصص منسوبة إلى رؤساء مصر السابقين عن تعاملهم مع تلك أزمة، وهي قصص لا أساس لها من الصحة.
عبدالناصر يهدد ملك إثيوبيا
وكانت أبرز الرسائل التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة منسوبة إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يهدد فيها إمبراطور إثيوبيا السابق «هيلا سيلاسي»، وذلك لوقف بناء سد «تيس أباي» الذي يعد تهديد لأمن مصر المائي.
وتوضح الرسالة المزعومة أن جمال عبدالناصر كتب خطابا من صفحة واحدة بالقلم الرصاص دون تشاور مع أحد، ثم سلم الخطاب إلى وزير الخارجية محمود فوزي الذي سلمه بدوره إلى إمبراطور إثيوبيا الذي وافق على تقليل ارتفاع السد حتى لا يسبب أي ضرر.
تلك الرواية يكذبها الكثيرون من الخبراء، خاصة أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ربطته بإثيوبيا علاقات قوية، بعد أن وافق على قرار الأمم المتحدة الصادر في عام 1950 والذي ينص على ضم إريتريا إلى إثيوبيا بعد تجربة تحرر من حركة إريتريا وهو ما وافق عليه عبدالناصر.
ويضيف الخبراء أن العلاقة توطدت بين البلدين إثر إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية بجانب الدور الذي قامت به مصر في دول التنمية ورجال الدين الذين لا ينقطعون عن إثيوبيا لتعليمهم الوعظ وهو ما أسفر عن توقيع اتفاقية 59 التي نصت على حصة مصر التاريخية من مياه النهر.
طائرات السادات
من تهديد عبدالناصر إلى طائرات السادات، هكذا ظهر أحد المنشورات الذي تم تداوله بكثرة، لتشير إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات أرسل طائرات إلى إثيوبيا - دون توضيح كيف وصلت الطائرات - لقصف سد أرادت إثيوبيا بناءه في الخفاء، وحسب المنشور فإن إثيوبيا قالت للسادات أتريد أن تقصف السد فرد الأخير أي سد! وهنا تراجعت أديس أبابا عن تشييد هذا المشروع.
القصة مختلقة، هكذا يؤكد الدكتور والمؤرخ نائل الشافعي مؤسس موسوعة المعرفة، الذي أكد أن السادات حتى عام 1973 لم يكن يهتم بأي شئون خارجية وكانت كافة جهوده فقط في الاستعداد للحرب.
وأضاف "الشافعي"، في تصريحات صحفية، أن بداية الصدام بين مصر وإثيوبيا كان في عام 1977 حين أعلن السادات نيته لتوصيل المياه إلى إسرائيل تحت عنوان «مشروع زمزم»، وهو الأمر الذي أغضب إثيوبيا التي كان يقودها في ذلك الوقت الرئيس الشيوعي منغتسو هايله مريم.
ووفق «الشافعي» فقد هدد "منغتسو" بحرمان مصر من حصتها التاريخية لنهر النيل حالة وصول المياه إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي رد عليه السادات بتهديد إثيوبيا بالتحرك في حالة تهديد أمن مصر المائي، وانتهى الحديث عن ذلك الأمر.