انقسام في إسرائيل حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. صحيفة عبرية: تل أبيب خسرت رصيدا كبيرا داخل الاتحاد.. مخاوف من احتمالات انفصال اسكتلندا.. ومؤيدون: تفكيك الاتحاد يرفع الضغط الدبلوماسي
إسرائيل دولة مرتبطة بالاتحاد الأوروبي، العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تدور في إطار "سياسة الجوار الأوروبية و"الشراكة الأوروبية المتوسطية" و"الاتحاد من أجل المتوسط"، تأسست العلاقات القانونية الرئيسية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي من خلال "اتفاقية الشراكة" عام 1995، وكان لنتائج الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد ردود فعل واسعة في إسرائيل أبرزت حالة التخبط والانقسام داخل الاحتلال حول هذه الخطوة.
نتائج مفاجئة
نتائج الاستفتاء البريطاني الذي جاء مفاجئًا بعض الشيء على حد وصف مراقبين اسرائيليين. وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الإسرائيليين منقسمون حول نتائج الاستفتاء، اليمين الإسرائيلي يؤيد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، بينما أعرب اليسار الإسرائيلي عن تخوفه من انسحاب بريطانيا.
على الفور أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، جلسة مع وزير المالية ومحافظ بنك إسرائيل ورئيس المجلس الاقتصادي القومي وخبراء آخرين لمناقشة تداعيات هذا القرار على الاقتصاد الإسرائيلي، لكنه حاول التقليل من الخطوة بقوله إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس له تأثير مباشر على تل أبيب.
وقال نتنياهو بحسب الإعلام الإسرائيلي: "أستطيع أن أقول شيئا واحدا – الاقتصاد الإسرائيلي متين، لدينا اقتصاد قوي واحتياطي النقد الأجنبي كبير جدا ولذلك إذا كان هناك تأثير لهذا القرار علينا فليس متوقعا أنه سيكون كبيرا ما عدا الاهتزاز الذي ضرب الاقتصاد العالمي، أعتقد أن وضع إسرائيل جيد".
رصيد كبير
ومن جانبها أكدت صحيفة "هاآرتس" العبرية أن إسرائيل خسرت رصيدا كبيرا داخل الاتحاد الأوروبي بخروج بريطانيا من الاتحاد.
وأضافت الصحيفة العبرية اليوم الأحد، أن وجود بريطانيا داخل الاتحاد كان له تأثير إيجابي على إسرائيل بحكم أنها صديقة لها.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، كان من أقرب أصدقاء إسرائيل، وكان يعارض خروج بلاده من الاتحاد، لأنه كان على قناعة بأن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يمكنها من دعم إسرائيل وصد المبادرات المتطرفة ضدها.
ونقلت "هاآرتس" عن مصادر سياسية يسارية تخوفها من احتمالات انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، والتي تعتبر جزءًا من الدول الأربع المكونة للاتحاد الأوروبي، ووقتها ستكون دولة صديقة أخرى لإسرائيل خرجت من الاتحاد.
مخاوف من اسكتنلندا
وكانت مصادر سياسية يسارية أعربت عن تخوفها من احتمالات انفصال اسكتلندا، التي تعتبر جزءًا من الدول الأربع المكونة للاتحاد الأوروبي، ووقتها ستكون دولة صديقة أخرى لإسرائيل خرجت من الاتحاد.
رفع ضغوط دبلوماسية
لكن هناك رأي متناقض تماما من جانب اليمين الإسرائيلي، حيث أكدوا أنه على الرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة على إسرائيل، فإن هناك احتمالات أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا، وتخرج من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن الأخير سيعاني الضعف والتراجع، وهو ما يمكن ترجمته عمليا إلى رفع ضغوط دبلوماسية كبيرة يمارسها الاتحاد ضد حكومة نتنياهو، ولا سيما بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيصب في صالح إسرائيل، لأن بريطانيا ستكون بمعزل في سياساتها عن أوروبا. وأضافت «قد صفق الاتحاد الأوروبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس عند اتهامه لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين ومن ثم، فإن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سيكون بالأمر الجيد لإسرائيل».
وكانت منظمة «رغفيم» الاستيطانية قد شنت حملة إعلامية في الأسبوع الماضي للضغط على بريطانيا للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، زاعمة أن الاتحاد الأوروبي يتعامل بطريقة غير سليمة مع إسرائيل.