فضيحة تسريبات الثانوية العامة.. فاتورة قديمة يسددها «الهلالي» «تقرير»
أثارت فضائح تسريب امتحانات الثانوية العامة ردود أفعال واسعة وصلت إلى حد إشعال ثورة غضب الطلاب ضد وزارة التربية والتعليم، وتنظيم مظاهرات اندلعت منذ ليلة أمس أمام دواوين عدد من المحافظات، واستمرت اليوم بتجمهر آلاف الطلاب الغاضبين أمام ديوان عام الوزارة لإعلان رفضهم لقرار وزير التعليم الدكتور الهلالي الشربيني بإلغاء امتحان مادة الديناميكا الذي أداه الطلاب بالأمس وذلك على خلفية تسريب الامتحان.
كما أعلن الطلاب رفضهم تأجيل امتحانات الثانوية العامة المتبقية، وفي حين اشتغل غضب الشارع المصري ولم يقتصر الأمر على الطلاب فقط بل امتد إلى أولياء الأمور الذين عبروا عن غضبهم من قرار تأجيل الامتحانات بسبب المعاناة التي يضطرون إلى تحملها والتي تتعلق بمصروفات إضافية في حصص المراجعة النهائية وليالي سهر إضافية بجوار أبنائهم.
ووسط كل هذا واصلت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم التجهيز لامتحانات الثانوية العامة الجديدة بعد إلغاء الامتحانات التي كانت موضوعة من قبل للمواد المتبقية.
والمتابع لملف التعليم يجد أن فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة ليست وليدة اللحظة، وإنما هي فاتورة قديمة يسددها وزير التعليم الحالي، وهي ليست المرة الوحيدة بدليل اعترافات المتهمين في قضية التسريب والذين أعلنوا -بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية- أنهم يسربون الامتحانات منذ عام 2014، ولكن كانت التسريبات تتم على نطاق محدود للغاية ولم يكن يتجاوز حاجز المجاملات لبعض العاملين بالمطابع السرية.
وكشفت تقارير مقدمة لوزير التربية والتعليم أن أحد قيادات مطبعة امتحانات الثانوية العامة كان نجله طالبا بالصف الثالث الثانوي عام 2012 وحصل على نتيجة 97% وكانت لنفس القيادي ابنة طالبة في الثانوية العامة عام 2015 وحصلت على نتيجة 99% ولم يخبر ذلك القيادي أحد من قيادات الامتحانات بنبأ ابنيه اللذين تم اكتشافهما بالصدفة عن طريق أحد العاملين في معلومات الإدارة العامة للامتحانات بالوزارة.
وبحسب المستندات المقدمة لوزير التعليم فإن السيرة الذاتية لأبناء قيادي المطبعة، تؤكد أنهم كانوا متوسطي المستوى الدراسي في المرحلة الابتدائية والإعدادية وذلك لا يجعلهم قادرون على التفوق بهذه الصورة في المرحلة الثانوية.
وبحسب مصادر بالتربية والتعليم تقع مطبعة أبناؤنا في الخارج في نفس مبنى المطبعة السرية لامتحانات الثانوية العامة ويفصل بين المطبعتين باب صغير، وبحكم العلاقات الوطيدة بين أعضاء المطبعتين يمكن لعضو من مطبعة أبناؤنا بالخارج زيارة زميل له بالمطبعة السرية دون أن يعلم أحد.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن الدكتور الهلالي الشربيني غض الطرف عن عدة أخطاء وقعت في المطبعة السرية قبل امتحانات الثانوية العامة، ومنها أن مدير المطبعة السرية كان دائم التنبيه على أعضاء المطبعة ألا يسجلوا أعذارا في حال وجود أعذار تمنعهم من العمل في امتحانات الثانوية العامة، وذلك حتى يضمن استمرار نفس الأعضاء الموالين له، ومع ذلك لم تتخذ الوزارة أي قرار في هذا الشأن.
كذلك فإن مكتب وزير التربية والتعليم تلقى مذكرة في أبريل عام ٢٠١٥، تضمنت الإشارة إلى وجود عدد من المخالفات في المطبعة السرية، ومنها انضمام المتهم الرئيس في قضية تسريب امتحانات هذا العام، والذي سبق وتم استبعاده من المطبعة عام 2013 إثر صدور حكم من المحكمة التأديبية ضده لإدانته في فضيحة أموال التظلمات التي عصفت بمدير عام الامتحانات في هذا التوقيت محمود ندا، ومع ذلك عاد المتهم الرئيس في تسريب امتحانات هذا العام إلى المطبعة السرية العام الماضي بأمر إداري بعد أخذ موافقة الشئون القانونية بالوزارة.