30 يونيو.. سأخبر الله بكل شيء
لا سامحكم الله، ولا غفر لكم، أرانا فيكم يومًا تتشفى فيكم قلوبنا المغلولة، وعذبكم بكل قطرة دم سالت من كل طاهر حلم بأن تكون مصر دولة يتحكم فيها العدل، ويسيطر عليها الرضــا ويستقــر فيها الرضا وتصدر الحلم لمواطنيها.
لا لن أسامحكم، سأخبر الله بكل شيء إن أعطاني الفرصة، ولحين لقائه سيكون دعائي عليكم خاتمة كل حديث عما شهدته تلك البلاد خلال السنوات الماضية، الأحلام ذهبت، الآمال تعلقت، عدنا أسوأ من ذي قبل، يحيطنا الخطر من كل جانب وليس أمامنا إلا السير في طريق ضيق مظلم تسكنه خفافيش تلتصق في وجوهنا فتمنع عنا الرؤية.
سأخبر الله بكل شيء، بداية من منافقي عصر مبارك، ذلك الديكتاتور الذي جعل البلاد حائطا آيلا للسقوط، ومبنى نخره السوس، وصولًا إلى أعوانه الذين ساعدوه في الظلم وقتلوا وسرقوا ونهبوا وخرجوا من السجون ليعيشوا في القصور فيما قام أحدهم بافتتاح مصنع جديد وأنتج إعلانا يخبرنا فيه أنه تكرم على ذلك البلد بأنه لم يغلق مصانعه.
سأخبر الله عن جماعة الإخوان التي أفسدت الدين خلال ثمانين عامًا، ثم جاءت لتفسد حلم ملايين الشباب الذين واجهوا رصاص داخلية حبيب العادلي، بكل ما تملكـه من غباء وعنجهية وحقارة لتجلس على سدة الحكم، والتى توفر لها كل الظروف التاريخية التي تجعلها تحكم بالعدل، ساندها حتى من لا يؤيدونها، أطلقنا على أنفسنا عاصري الليمون، طالبنا بكل شيء ثوري فتكاسل وتخاذل وذهب أعضاء مكتب الإرشاد ليعقدوا الصفقات، اتفقوا علينــا، وصوبوا رصاصهم إلينا، أخرجوا الإرهابيين، وقسموا المجتمع، نُصبت لهم خيمة فدخلوها أسرع من المتوقع، عادوا الشعب فعاداهم، أما المصيبة الأكبر أنهم حين اختاروا مسئولين خارج جماعتهم كانوا مسئوليــن هم الأسوأ في تاريخ مصر !
لن أسكت عند 30 يونيو 2013، سأخبر الله أيضًا أن الشباب كان ما زال يحلم، والشعب قــادر على الثورة، فنزلوا وأزاحوا تلك العصابة، فظهر المنافقــون والمرتشون مرة أخرى على الساحة، عادوا أقوى من ذي قبل، ترشحــوا لمجلس النواب، وخرجوا في البرامج التليفزيونية، وعايروا الشعب الذي اختار محمد مرسي رغم أنه هو الشعب الذي أزاحه.
سأخبر الله أنه بعد 30 يونيو لم ننعم بالحرية ولا العدل ولا المساواة، ولم يسكننا الرضا، تم القبض على شباب لأنهم يغنون، وحُبس صحفيون لأنهم كتبوا، وسُجن شباب رفضوا التنازل عن الأرض، وانقسم المجتمع ما بين مؤيد وخائن، وارتفعت الأسعار، وزادت المعيشة ضنكًا وذهب الحلم فلم نعد قادرين على النزول مرة ثالثة، سأخبره أننا عجزة ليرحم ضعفنا، وأن هواننا على السلطة أصبح عاديًا حتى يغفر لنا، وسأخبره –وهو العالم– أن الناس في بلدي يتساءلون لماذا لم ينقذنا الله ؟!