رئيس التحرير
عصام كامل

«مافيا» الدروس الخصوصية المستفيد الأول من تسريبات الثانوية العامة.. إغلاق 400 مركز يشعل غضب أصحابها.. مذكرة اللغة العربية تكشف تسريب الامتحان.. ومصادر: قيادات بالوزارة شركاء في تلك المراكز

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثارت أزمة تسريبات امتحانات الثانوية العامة حالة من القلق والاضطراب بين الطلاب وأولياء الأمور، وساد الارتباك بوزارة التربية والتعليم خاصة بعد إعلان الوزير الدكتور الهلالي الشربيني تأجيل الامتحانات وإلغاء امتحان مادة الديناميكا بعد تسريبه قبل عدة ساعات من بدء الامتحان.


وقفات احتجاجية
وسادت حالة من الاستياء بين الطلاب وأولياء الأمور بعد فشل الوزارة في التصدي لشبح «التسريبات» خاصة وأنها تسببت في ضياع مجهود المتفوقين منهم، واعتماد قطاع كبير من الطلاب على وسائل الغش المتنوعه والتي وفرتها لهم تلك الصفحات في حل الامتحانات، وبعد إلغاء امتحان مادة «الديناميكا» نظم عدد من الطلاب "هاشتاج" عبر صفحات التواصل الاجتماعى تحت عنوان " لا لإلغاء الامتحانات" مهددين بتنظيم وقفات احتجاجية ضد الوزارة.

بيع الامتحانات
وأكدت مصادر مسئولة بديوان وزارة التربية والتعليم، أن مراكز الدروس الخصوصية تلعب دورا مهما في تسريب الامتحانات، وهو ما ظهر جليا خلال امتحانات الثانوية العام الحالي، خاصة أن بعض تلك المراكز يقف وراءها مسئولون وقيادات بوزارة التربية والتعليم، يساعدهم في ذلك بعض معلمي الدروس الخصوصية، وهو الخيط الذي كشفته "ملزمة" اللغة العربية التي أعلن عنها صاحب أحد مراكز الدروس الخصوصية بالعمرانية وشهرته "عصام البهنساوي - محبوس على ذمة قضية تسريب اللغة العربية" فجر يوم امتحان اللغة العربية وبيعها للطلاب أثناء المراجعة النهائية لهم، وتم التأكد من احتوائها على أسئلة الامتحان وإجاباتها النموذجية.

وتم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بإدارته صفحة على «فيس بوك» وهي التي أعلن من خلالها موعد المراجعه النهائية وحصوله على أسئلة متوقعة بالامتحان، واتفاقه مع الطالب "على الدين.أ.م" الطالب بالصف الثالث الثانوي، ومقيم بدائرة شرطة الأهرام، بإمداده بالأسئلة المتوقعة وإجاباتها في مادة اللغة العربية لنشرها مقابل مبلغ 10 آلاف جنيه، وطبع 600 نسخة منها لتوزيعها على الطلاب، وتم ضبط الطالب وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.

مافيا الدروس الخصوصية
وقالت المصادر إن الأزمة بلغت ذروتها تزامنا مع خطة وحملة الوزارة على مراكز الدروس الخصوصية التي يديرها معلمون يعملون بالمدارس واخرين لاعلاقه لهم بهيئات ومؤسسات الدولة التعليمية في إشارة واضحة لتحول الدروس الخصوصية إلى بيزنس تديرة «مافيا» خاصة به، وكشفت التحريات أن اغلب تلك المراكز مملوكه لقيادات ذات مناصب حساسة داخل ديوان الوزارة، اتخذت من مواقعها القيادية وسيلة للإيقاع بالدكتور الهلالى الشربيني وإحداث أزمة في امتحانات الثانوية من خلال تسريب الامتحانات بشكل مستمر، معتمدين في ذلك على شبكة مجموعات المصالح التي تعمل لصالحهم داخل المديريات والادارات التعليمية،خاصة وان الوزارة اغلقت العام الحالى ما يقرب من 400 مركز من المراكز الكبيرة على مستوى الجمهورية اغلبها مملوك لتلك القيادات.

ترقب وقلق
وتسود حالة من الترقب والقلق أروقة الوزارة ومكاتبها وأصبح مصير القيادات الكبرى بالوزارة مهددا بعد إحالة عدد كبير منهم للنيابة العامة، وتقدم الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم ببلاغ للنائب العام ضد المسئولين عن وضع الامتحانات التي تم تسريبها، وعلى الجانب الآخر نجد أن هناك مجموعة من القيادات ترى أنه من المفترض أن يتخلى الشربيني عن الوزارة ويعلن استقالتة بعد إلغاء امتحان مادة الديناميكا على الرغم من القبض على جميع مسئولى الامتحانات داخل المطبعه السرية واحالتهم للنيابة العامة، واكتشاف اشتراك رئيس قسم المطبعة وزوجته في عملية التسريبات والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى إيقاف تلك المهزلة.

فتح الملفات
وأكدت المصادر على ضرورة مراجعة ملفات أصحاب وملاك مراكز الدروس الخصوصية من قيادات الوزارة والبدء في التحقيق الفوري معهم لاكتشاف ومعرفة المافيا الحقيقية التي تقف وراء التسريبات.

الجريدة الرسمية