يا وزير الصحة.. أهالي المراغة «غاضبون» !
لا أجد كلمات تعبــر عما بداخلي مع حزن وغضب وانفعال؛ بسبب ما يحدث كل يوم ويوم داخل مستشفى المراغة بمحافظة سوهاج.. ملف الإهمال في هذه المستشفى كان من أكثر الهموم والمشاغل التي اهتم بها مع الكثير من المحافظين القدامى.. وحاربت فيه في كل الاتجاهات في الوقت الذي كان فيه من يتغنون الآن بالاهتمام بهذا الملف في كوكب آخر لا أحد يعلم عنهم أي شيء.. ورغم بعدي عن بلدي طوال السنين الماضية فإن هذا الملف شغل بالي باستمرار وأسعى قدر الإمكان إلى بذل أي محاولات ولو بالكلمة من أجل تصحيح وضع هذا المستشفى الذي أصبح لا يصلح لغير الآدميين.
استبشرت خيرًا خلال الفترة الماضية عندما وجدت محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبد المنعم ومعه السادة النواب عن الشعب معه داخل المستشفى يتحدثون عن التطوير والإجراءات الجديدة التي من شأنها أن تجعل مستشفى المراغة مكانا يليق بأي مريض غير قادر على الذهاب إلى طبيب أو مستشفى خاص.. وحسنًا قام النائب جبالي المراغي باستجواب في مجلس الشعب إلى وزير الصحة بسبب هذا المستشفى.. ولكن واضح أن الموضوع يسير في اتجاه المسكنات الإعلامية فقط لا غير دون أي جديد على أرض الواقع وإلا ماذا ننتظر عندما نشاهد كل يوم مناظر تدمع القلوب داخل هذا المستشفى وآخرها صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن المستشفى ليس به حتى "السرنجات"، ومن يريد العلاج بداخلها عليه بشراء مستلزمات العلاج من الخارج أولا.
هل هذا يعقل.. هل هذا يرضي من هم في واقع المسئولية.. هل يرضى الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان بهذا الوضع لهذا المستشفى في بلده.
يا سيادة الوزير.. يا أستاذ جراحة العظام بجامعة عين شمس.. لك أن تتخيل بأنك لو قمت بزيارة مستشفى المراغة دون سابق إنذار من الممكن أن تستقيل فورًا وقتها ولن تصدق ما ستجده هناك.. ولك أن تتخيل أن الناس الطيبين اللي في مركز المراغة والقرى المحيطة بها لا يعرفونك ولا يعرفون المحافظ وربما يعرفون فقط نواب مجلس الشعب.
وأخيرًا.. لن أكف عن "الزن" في هذا الموضوع ولن أطالب أعضاء مجلس الشعب بالاستمرار في "الزن" على وزير الصحة داخل قبة البرلمان من أجل تحويل هذا المستشفى العادي إلى مستشفى مركزي يليق بالمواطنين؛ لأن هذا الموضوع من المفترض أن يكون قضيتهم يحاربون عليها بكل قوة.. ولن أطالب محافظ سوهاج بأي شيء لأنه في النهاية مغلوب على أمره، حيث يكتفي بالقرارات الإدارية والزيارات الميدانية والصور مع الصفوة والأعيان كنوع من أنواع تأدية الواجب.. والشيء لزوم الشيء!