دراما وبرامج رمضان.. تؤيد مذابح داعش!
نعم.. نعرف وعلى يقين أن داعش صناعة أمريكية صهيونية، هذا قبل أن تعترف هيلارى كلينتون- المرشحة بقوة لتكون أول امرأة تحكم أمريكا- منذ أيام، بدور الرئيس الأمريكى أوباما في دعم داعش ومساندته بالمال والسلاح وكان الداعم الأول له، وبالرغم أننا قد لا نختلف في هذا إلا أننا أيضا نساهم في دعم هؤلاء الخارجين عن الإنسانية وكل الأديان، ليس بالمال أو السلاح، ولكن ربما بما هو أسوأ..!
سؤال: ماذا يمكن أن يتصوره الغرب عنا ؟ والذي أقصده هنا ليس الحكومات، لأن الحكومات في واد والشعوب في واد آخر، مخطئ من يعتقد أن الشعوب الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بأى شىء خارجى بعيدا عن حدودها اللهم إلا "مستهم نار" ذلك الحدث، لحظتها فقط يفكرون في هذا الأمر، ولا أنسى الاستبيان الذي في الشارع الأمريكى منذ سنوات، وعلى ما أذكر قامت به المذيعة رولا الخرسا وسألت المواطنين الأمريكان عن مصر، فكانت الإجابات مذهلة، هناك من لم يسمع عنها مطلقا، وهناك من قال إنها ولاية في البرازيل، وآخر قال إنها مدينة على حدود المكسيك، كل هذا قبل 2011 كنا على الأقل دولة أكثر استقرارا من اليوم، وقبل أن أترك أمريكا روى لى رائد أدب الأطفال الراحل الأستاذ عبدالتواب يوسف أنه كان في زيارة إلى أحد أبنائه في أمريكا وفى زيارة لأسرة أمريكية بحكم اهتمامه بالطفل دار حوار مع طفل عمره 11سنة، فإذا به يفاجأ بأنه يعرف الحضارة القديمة الفرعونية والأهرامات ولكنه لا يعرف مصر الآن..!
أعود للسؤال: ما هى الصورة التي يمكن أن يرانا عليها العالم الآن من خلال إعلامه؟ منذ 11 سبتمبر ونحن يضيق بنا قفص الاتهام، منذ تصرفات عميلهم أسامة بن لادن مرورا بكل الأحداث في أوروبا من تفجيرات واغتيالات إلى ما يحدث في أرضنا العربية من أفلام الرعب التي يمولها الغرب في عمليات الذباح الجماعية في العراق وسوريا وليبيا، ولكن هناك ملاحظة منذ سنوات تتسرب بيننا ومؤكد يرصدها أعداء الوطن من الخارج، هذه الأشياء تجعل من فعل داعش غير إنسانى وكأنه هو فعل كل المسلمين والعرب، من هنا نحن ننشر من تصرفاتنا ما هو يساهم في الصورة بلا شك، طرحت هذا الأمر على الصديق د.أحمد سخسوخ أستاذ المسرح والنقد والمهموم بقضايا الذي قال:
للأسف داعش ليست صناعة الذقون المستوردة فقط، بل هي- مع ذلك- صناعة ما نراه من ثقافة وبرامج، مثل ما يطلقون عليها "قوى ناعمة". فمثلا برنامج يستقبل ضيوفه "بأعلام داعش "وبالمدافع والأسلحة الثقيلة وضرب النار، ويطلق على نفسه (مينى داعش) فخرا، مستمتعا بانهيار الضيوف وإذلالهم..! وآخر يستقبلهم بالنار والحرق والدمار فرحا بقهرهم، وثالث بالحيوانات المتوحشة متلذذا بنزع كرامتهم..! ومسلسلات لا تقدم سوى مرضى نفسانيين يستمتعون بالجريمة وتدمير الآخرين..!
ويتساءل د.أحمد سخسوخ: من يسمح لهم بكل هذا؟ وكيف يسمح لهم مع ما يمر به المواطن من أوجاع كبيرة؟ فمن المسئول؟ وأين المسئولون؟ وما هو موقفهم من الذي يسمى فن ؟ أين الدولة وما موقفها من كل هذا..؟
وحتى حال الرياضة لا يسر عدوا ولا حبيبا، ومشكلات الجماهير لا تنتهى، لدرجة أن المدير الفنى للأهلي سبق أن ألغى التدريب عندما شاهد التهاب مدرجات استاد مختار التتش، والذي لا يعرفه هذا المدير الفنى الهولندى الهتافات التي لا يمكن أن تتردد إلا في حالة الحروب، هتفت جماهير الأهلي "بالدم.. بالروح.. الدوري مش هايروح" بالتأكيد هتاف دموى للأسف يتماشى مع الدراما، مع الشارع مما يساهم هذا كله في دعم التنظيم اللا إنسانى داعش الأمريكى..!
ماذا بعد؟ هل نستيقظ وندرك الصورة السيئة التي نحن عليها في العالم ؟ أو على الأقل نقدم دعما للصورة التي يريدوننا عليها..!؟
متى سنفيق؟!