رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حكاية رجل قاد بريطانيا إلى المجهول

فيتو

 يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أعلن استقالته اليوم الجمعة، اتهامًا بأنه قاد بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي رغم معارضته ذلك.


حزب المحافظين

 قاد "كاميرون" حزب المحافظين نحو 11 عاما، وأعادهم إلى السلطة بعد أكثر من عقد من الجدب السياسي، (ستانلي بالدوين، والليدي تاتشر والسير وينستون تشرشل هم فقط من قضوا فترة اطول في هذا الموقع في الأزمنة الحديثة).

 وعندما اندفع إلى مقدمة المشهد في عام 2005، بارز منافسين مشهورين في الوصول إلى قيادة الحزب، أراد كاميرون أن ينظر إليه بوصفه نوعًا جديدًا من السياسي المحافظ، الشاب، الليبرالي الذهن والمهتم بالشأن الاجتماعي، وفوق كل ذلك الحديث (في توجهه)، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

الاتحاد الأوروبي

ولن يكون ثمة مكان في حزب كاميرون المحافظ لمناقشات تسمم الأجواء بشأن الاتحاد الأوروبي كتلك التي وضعت الحزب على شفا التفكك تحت قيادة زعماء سابقين.

 وكان "كاميرون" قادرًا دائمًا على تهذيب موقفه ليناسب الأزمنة المختلفة، وأهلته تلك المرونة للتحالف مع خصومه السياسيين، وبشكل خاص مع زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين نك كليج، في أول تحالف حكومي منذ الحرب، كما تشارك لاحقًا في الوقوف على منصات مع شخصيات عمالية خلال حملة الاستفتاء.

أصوله

وكان كاميرون أول زعيم محافظ منذ مطلع الستينيات درس في مدرسة إيتون، إحدى أغلى المدارس الخاصة في بريطانيا أجورًا، ويمكن تتبع تحدر أسلافه إلى وليم الرابع، ما يجعله قريبًا عن بعد للملكة.

ولم يخفِ كاميرون خلفية وجاهته قائلًا: إنه يتمنى أن يتمتع كل فرد في بريطانيا بالفوائد التي حظي بها في حياته.

ووصف كاميرون نفسه في ديسمبر 2005 قائلا: "أنا رجل عملي وبراجماتي، أعرف أين أريد الوصول، ولكنني لا ألتزم إيديولوجيًا بمنهج واحد محدد".

 وقال أيضًا في أغسطس 2008: "سأكون مصلحًا اجتماعيًا جذريًا كما كانت تاتشر مصلحة اقتصادية".

طالب بارع

 وقبل أن يلتحق بجامعة أوكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، أخذ كاميرون إجازة لمدة عام، عمل فيها بمكتب النائب المحافظ عن سيسكس تيم راثبون، قبل أن يقضي ثلاثة شهور في هونج كونج يعمل فيها وكيلًا للنقل البحري، ثم عاد من هناك بالقطار عبر الاتحاد السوفييتي السابق وأوروبا الشرقية.

وفي أوكسفورد، تجنب كاميرون الانخراط في العمل السياسي الطلابي لأنه بحسب أحد أصدقائه في هذه المرحلة، ستيف راثبون: "أراد أن يقضي وقتًا ممتعًا".

وقد كان يتهرب باستمرار من الإجابة عن سؤال: هل تعاطى المخدرات في الجامعة خلال تلك المرحلة؟ بيد أنه لم يترك أبدًا أنشطته الخارجية تؤثر في دراسته.

 ووصفه مرشده في أوكسفورد، البروفسور فيرنون بوجدانور بأنه "واحد من أبرع الطلبة " الذين درس لهم، وأن أفكاره السياسية كانت أفكارا "محافظة معتدلة ومعقولة".

وبعد حصوله على شهادته بامتياز، فكر لبرهة في العمل الصحفي أو القطاع المصرفي، قبل أن يرى إعلانًا عن عمل في دائرة البحوث التابعة لحزب المحافظين.

 وتفيد تقارير أن مكتب إدارة حزب المحافظين تلقى اتصالًا هاتفيًا في صباح اليوم الذي أجرى فيه مقابلة التقدم للعمل في يونيو 1988، من شخص لم يذكر اسمه من قصر بكنجهام، قال "فهمت أنكم تقابلون ديفيد كاميرون".

 وأضاف المتحدث "حاولت كل ما باستطاعتي لإثنائه عن تضييع وقته في السياسة لكنني فشلت، أتصل بكم لأقول لكم إنكم ستقابلون شابًا مميزًا فعلًا".

حياته الاجتماعية

 وفي عام 1996 تزوج كاميرون من سامنثا، ابنة السير ريجنالد شيفيلد، البارون الثامن، وكانت تعمل مديرة فنية في شركة القرطاسية الراقية، سميثسون، في بوند ستريت، وقد عرَّفته عليها شقيقته كلير، التي كانت صديقتها المقربة في حفلة في بيت عائلة كاميرون.

وأنجب الزوجان ثلاثة أطفال، هم نانسي وآرثر وفلورانس، التي ولدت بعد فترة قصيرة من انتقال العائلة إلى داوننغ ستريت.


رئاسة الحكومة

وفي سن 43، بات كاميرون أصغر رئيس وزراء منذ روبرت بانكس جينكينسون، إيرل ليفربول الثاني في عام 1812، وكان أصغر بستة أشهر من توني بلير عند دخوله داوننج ستريت في عام 1997.

الجريدة الرسمية