هزة قوية لأسواق الصرف عالميًا بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.. توقعات بتدخل البنك المركزي وتخفيض الجنيه حال تراجع جديد للاسترلينى.. خبير: حرب عملات شرسة تضرب الغرب والدولار ينتصر
شهدت الساحة المصرفية على المستوى العالمى والمحلى حالة من الاضطراب عقب استفتاء بريطانيا وتخارجها من الاتحاد الأوروبي خاصة فيما يخص سوق العملات.
سلة العملات
قال حمدى عزام عضو مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تداعيات سلبية على سلة العملات العالمية، وأبرزها تراجع الجنيه الاسترلينى إلى مستويات متدنية بلغت 10%.
وأضاف أن سوق العملات حول العالم سيهتز خلال الفترة المقبلة، نتيجة لخروج بريطانيا فضلا عن الأسهم العالمية في جميع البورصات بما فيها مصر.
وتوقع أن تقوم بعض البنوك العالمية بالتخارج من بعض الأسواق خاصة الأسواق النامية، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الاضطراب.
وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في 31 عامًا، اليوم الجمعة، مسجلًا أكبر خسارة في تاريخه، بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إنه سيستقيل من منصبه.
وكان الإسترليني بلغ أعلى مستوى له منذ بداية 2016 فوق 1.50 دولار عقب نشر نتائج استطلاع للرأي في وقت سابق أظهر تقدم معسكر المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي لكنه هبط نحو 17 سنتا من ذروته مع تأكد فوز معسكر مؤيدي الخروج في الاستفتاء التاريخي.
وتراجعت العملة البريطانية نحو عشرة بالمائة وهي وتيرة هبوط تاريخية تزيد على أي وتيرة انخفاض شهدتها العملة منذ نظام التعويم الحر لأسعار الصرف الذي جرى تبنيه في أوائل السبعينيات.
وانخفض الإسترليني إلى 1.3305 دولار مسجلًا أدنى مستوى له أمام العملة الأمريكية منذ سبتمبر 1985 قبل أن يتعافى إلى 1.3750 دولار.
ونزل الإسترليني ستة بالمائة أمام اليورو و15 بالمائة أمام الين.
حرب شرسة
فيما قال أحمد قورة الخبير المصرفى إن هناك حرب عملات شرسة تضرب الدول الغربية إبان انتهاء الاستفتاء الخاص بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بريطانيا لا تريد الانفصال وكذلك الاتحاد الأوروبي، ولكن المقصود منه دعم اليورو أمام اليوان الصينى والدولار الأمريكى.
وأضاف أن تراجع الإسترلينى أمام سلة العملات العالمية والأوروبية أمر طبيعى كرد فعل عقب الانتهاء من الاستفتاء وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي يسعون أيضا لدعم عملاتهم المحلية غير اليورو، مشيرًا إلى أن انخفاض الإسترلينى لن يصل إلى مستويات أقل من الحالية.
وأضاف أن لكل دولة من دول الاتحاد الأوروبي عملة خاصة بها غير العملة الجامعة "اليورو" والأعباء تكون على العملة المحلية مثلما يحدث حاليا لــــ " الإسترلينى" وتنعكس إيجابيا على اليورو والدولار الأمريكى.
من جانبة، قال مسئول مصرفى رفيع المستوى أنه من المرجح أن يقوم البنك المركزى المصرى بإجراء سريع فيما يخص العملة المحلية الجنيه، وتخفيضها من جديد لمواجهة مخاطر التي يتعرض لها سوق الصرف في مصر.