6 آثار سلبية على مصر بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.. أسعار الذهب وتراجع البورصة أبرز المؤشرات.. تهديد سوق العقارات.. ارتباك في وزارة الصناعة.. وحرب شرسة بين العملات الفترة المقبلة
لم يكن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي حدثًا أوروبيًا سيكون له ظلاله على بلاد القارة العجوز وحسب، ففي ظل عولمة الدولة ووجود اقتصاد لا يعترف بالحدود يصبح لكل خطوة تأثيرها على رأس المال.
ولم تغب مصر عن هذا الماراثون فظهرت الآثار الاقتصادية للحادث التاريخي بعد ساعات من إعلان هذا النبأ.
وبحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة فإن هناك زيادة للاستثمارات البريطانية في مصر والتي بلغت حتى نهاية عام 2015، نحو 5.5 مليارات دولار في 1358 مشروعا.
وأشارت البيانات إلى أن حركة التجارة البينية بين مصر وبريطانيا، بلغت نحو 1.5 مليار جنيه إسترلينى، خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2015.
اقرأ..5.5 مليارات دولار حجم الاستثمارات البريطانية في مصر بنهاية 2015
تراجع سوق المال
وفي البداية أكد الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، كبير المستشارين الاقتصاديين في مؤسسة إليانز، أن تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي، سيكون له تداعيات اقتصادية وسياسية ومالية كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وأشار «العريان» في فيديو له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، اليوم الجمعة، إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيقود أسواق المال العالمية إلى تراجعات عنيفة، بما يعزز بدوره من حالة الترقب وعدم اليقين لدى المستثمرين، تحسبًا لموجة من انهيار النمو الاقتصادي نتيجة الاستفتاء.
وألمح خبير الاقتصاد العالمي إلى أنه وعلى المستوى السياسي فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيفتح الباب أمام خروج المزيد من الدول مثل أسكتلندا وأيرلندا الشمالية، خاصة في ظل المخاوف من الدخول فيما يسمى بـ«تأثير الدومنيو» وإمكانية مغادرة دول أخرى للاتحاد.
وتوقع «العريان» أن تشهد أسواق المال العالمية موجة عنيفة من الهبوط عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بسبب ما وصفه من اتجاه المستثمرين لتغطية مراكزهم المالية، خاصة في انخفاض معدلات السيولة في الأسواق المالية.
شاهد.. محمد العريان: انفصال بريطانيا يؤدي إلى تراجع أسواق المال
ارتباك أسعار الذهب
وكان أول التداعيات بسبب هذا الانفصال ما أكد الدكتور وصفى أمين، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، من أن الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤثر سلبا على تجار الذهب محليا.
وأوضح أن الاتفاع في أسعار الذهب سيزيد الركود وسيؤدى إلى إغلاق المزيد من المحال، وقال: إنه لا يمكن التنبؤ بالحد الذي سيصل إليه سعر الخام من الذهب نظرا للسياسات المالية العالمية وبخاصة البورصة الأمريكية التي ستؤثر نتائجها على أسعار الذهب عالميا ومحليا.
اقرأ ايضًا..شعبة الذهب: استفتاء بريطانيا يؤدي إلى ارتباك أسعار المعدن الأصفر
البورصة
من ناحية أخرى أكد عمرو الألفي، رئيس قطاع البحوث والدراسات العالمية بمجموعة «مباشر» للخدمات المالية، سكرتير عام الجمعية المصرية للمحللين الماليين وخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt»، أنه من المتوقع أن تتأثر البورصة المصرية سلبيًا بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي.
وأضاف «الألفي» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» اليوم الجمعة، أنه من المتوقع أن تنتقل حالة التشاؤم التي انتابت المستثمرين عقب إعلان نتائج استفتاء بريطانيا، إلى أسواق المال العربية والعالمية، الأمر الذي يهوى بتلك الأسواق على المدى القصير، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن التراجع سيكون في المدى القصير لحين اتضاح الرؤية الكاملة لتداعيات خروج بريطانيًا من الاتحاد الأوروبي.
وألمح رئيس قطاع البحوث والدراسات العالمية بمجموعة «مباشر» للخدمات المالية، إلى أن التوقعات باتجاه المستثمرين الأجانب للخروج من الأسواق المالية الناشئة في المدى القصير سيساهم في هبوط تلك الأسواق، ومن بينها البورصة المصرية.
العقارات
وأوضح محمد سمير عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للتمويل العقاري، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له تداعيات واسعة سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسي، وستشهد الفترة القادمة مرحلة جديدة لتوزيع الادوار بين القوى الدولية مثل روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وقال سمير في تصريحات خاصة لـ"فيتو" إن القطاع العقاري في بريطانيا سيتأثر بشكل كبير بالخروج من الاتحاد الأوروبي وخاصة وأن اثرياء ومواطني الخليج العربي يهتمون بشكل كبير بامتلاك العقارات في بريطانيا لاغراض مختلفة سواء للتعليم أو الترفيه وغير ذلك.
وعن تبعات القرار على الاقتصاد والسوق العقاري المصري، قال سمير من المبكر التكهن بحجم تأثر السوق العقاري المصري بهذه الخطوة ولكن على الحكومة المصرية المبادرة واتخاذ خطوة نحو الامام، وخاصة أن استقالة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء سيكون له تداعيات سلبية على الجانب المصري، حيث قطعت الحكومة المصرية شوطا مهما في تعزيز العلاقات مع بريطانيا في عهد كاميرون، والفترة القادمة ستكون مبهمة.
التعاون التجاري بين القاهرة ولندن
وبدوره أكد سعيد عبد الله، وكيل أول وزارة التجارة والصناعة، أن الوزارة ستدرس تداعيات قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر وبريطانيا وأيضا بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي الأخري.
وأشار "عبدالله" إلى أن مصر ستجري اتصالات مع شركائها الأوروبيين ومع شركائنا في التنمية لدراسة آثار القرار البريطاني، وتحديد الإجراءات والخطوات المطلوبة لتقليل أي اآثار سلبية للقرار.
وأضاف "عبدالله" في تصريحاته، أن الحكومة تنتظر ما يستجد من أي تطورات في "ملف خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي "لتحديد هل هذا خروج كامل فيما يتعلق بالشق الاقتصادي والسياسي، أم أنه خروج من بعض الاتفاقيات الأوروبية فقط، إلى جانب مراحل تنفيذ هذا الخروج حيث أإن المعلومات المعلنة حتى الآن أنه خروج على مدى 8 سنوات.
وأوضح "عبدالله"، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يكون لها آثار سلبية حالية أو سريعة على الاقتصاد المصري، لأنه أثناء فترة الخروج التي تعتبر مرحلة انتقالية، نجد أن العلاقات المشتركة المصرية البريطانية الاقتصادية ستستمر مع الاستفادة من مزايا وأحكام اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وهي أيضا فترة كافية لترتيب مستقبل علاقات البلدين.
وأكد سعيد عبد الله، أنه بوجه عام فإن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تمنح الطرفين 6 أشهر قبل تطبيق أي تعديلات أو تغييرات في الاتفاق حتى لا تضار مصالح القطاع الخاص بالجانبين.
حرب العملات
وتوقع أحمد قورة الخبير المصرفى نشوب حرب عملات شرسة تضرب الدول الغربية إبان انتهاء الاستفتاء الخاص بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بريطانيا لا تريد الانفصال وكذلك الاتحاد الأوروبي، ولكن المقصود منه دعم اليورو أمام اليوان الصينى والدولار الأمريكى.
وأضاف أن تراجع الإسترلينى أمام سلة العملات العالمية والأوروبية أمر طبيعى كرد فعل عقب الانتهاء من الاستفتاء وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي يسعون أيضا لدعم عملاتهم المحلية غير اليورو، مشيرًا إلى أن انخفاض الإسترلينى لن يصل إلى مستويات أقل من الحالية.
وأضاف أن لكل دولة من دول الاتحاد الأوروبي عملة خاصة بها غير العملة الجامعة "اليورو" والأعباء تكون على العملة المحلية مثلما يحدث حاليا لــــ " الإسترلينى" وتنعكس إيجابيا على اليورو والدولار الأمريكى.
وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في 31 عامًا، اليوم الجمعة، مسجلًا أكبر خسارة في تاريخه، بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إنه سيستقيل من منصبه.