«الاتحاد الأوروبي».. قصة كيان عمره 66 عاما يواجه الانهيار
فكر البريطانيون عند الإدلاء بأصواتهم، أمس الخميس، لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في العديد من الأسباب أهمها تدفق ما يقرب من 286 ألف أوروبي إلى سوق عملهم، والرسوم الأوروبية المفروضة عليهم، ولم يهتموا كثيرًا بماهية هذا الكيان وأهدافه التي من أجلها تم تأسيسه.
البداية
يعود تأسيس أول تجمع أوروبي إلى 18 أبريل 1951 عندما اجتمعت ست دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورج وهولندا وإيطاليا واتفقت على تشكيل المجموعة الأوروبية للفحم والصلب والتي ستشكل نواة قيام المجموعة الاقتصادية الأوروبية ثم الاتحاد الأوروبي.
وفي 25 مارس 1957 وقعت الدول اتفاقية روما التي وسعت مجالات التعاون، وأصبحت المجموعة تحمل اسم المجموعة الاقتصادية الأوروبية.
معاهدة "ماستريخت"
وفي السابع من فبراير 1992 وقعت معاهدة "ماستريخت" بهولندا والتي تم بمقتضاها تجميع مختلف الهيئات الأوروبية ضمن إطار واحد هو الاتحاد الأوروبي الذي أصبح التسمية الرسمية للمجموعة وأصبحت العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا دائما لأمانته العامة والمفوضية الأوروبية، ومدينة سترازبورج الفرنسية مقرا لبرلمانه الأوروبي.
الدول الأعضاء
في العام 1973 التحقت بالدول الست الأساسية كل من المملكة المتحدة البريطانية والدانمارك، ثم اليونان عام 1981، وإسبانيا والبرتغال في 1986، ثم أيرلندا في 1993، فالسويد وفنلندا والنمسا عام 1995.
وابتداء من العام 2004 امتد الاتحاد الأوروبي نحو دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث انضمت عشر دول جديدة هي أستونيا وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا ولاتفيا وليتونيا والمجر، كما انضمت كل من قبرص ومالطا للاتحاد في هذه السنة وفي 2007 انضمت رومانيا وبلغاريا ليصبح عدد أعضاء الاتحاد الأوروبي 27 دولة.
وظيفة الاتحاد
يقيم الاتحاد الأوروبي علاقات دبلوماسية مع جميع البلدان في العالم تقريبا، ولديه شراكات إستراتيجية مع اللاعبين الدوليين الرئيسيين، ويرتبط بشكل وثيق مع القوى الناشئة في سائر أنحاء العالم، وقد وقع اتفاقيات شراكة ثنائية مع عدد من الدول في المنطقة المجاورة له. وفي الخارج، يتم تمثيل الاتحاد من خلال شبكة من 141 بعثة للاتحاد الأوروبي، تقوم بأعمال مماثلة لتلك التي تقوم بها السفارات.
التمويل الأوروبي
ومن أهم أدواره، دعم الاستقرار في منطقة البلقان إذ تتلقى مشاريع مساعدة في سبعة بلدان تمويلا من الاتحاد الأوروبي، تساعد في بناء مجتمعات مستقرة.
كما أن الاتحاد عضو في اللجنة الرباعية، جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، وتعمل اللجنة على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام. ويمثل حل الصراع العربي الإسرائيلي أولوية إستراتيجية لأوروبا. ينطوي هدف الاتحاد الأوروبي على تحقيق حل قائم على دولتين مع دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة قابلة للحياة، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وجيرانها الآخرين.
ويلتزم الاتحاد أيضًا بحقوق الإنسان ويعمل على ضمان احترامها عالميًا. لقد جعل الاتحاد الأوروبي حقوق الإنسان جانبا أساسيا من جوانب علاقاته الخارجية: في الحوارات السياسية التي يعقدها مع بلدان ثالثة، من خلال سياسته الإنمائية ومساعداته، أو من خلال عمله في المحافل المتعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة.
مصر والاتحاد الأوروبي
ووثقت مصر علاقاتها العلمية مع منطقة البحوث الأوروبية من خلال زيادة المشاركة المصرية في البرنامج الإطارى السابع للبحوث والتنمية التكنولوجية (FP7). ويتم التعاون بين المفوضية الأوروبية ومصر في مجال العلوم والتكنولوجيا من خلال:
1. خطة عمل سياسة الجوار الأوروبية: العلوم والتكنولوجيا والبحوث والتنمية.
2. اتفاق التعاون العلمي والتكنولوجي المفوضية الأوروبية ومصر، وخريطة الطريق وأهدافها: تطوير الروابط العلمية مصر في منطقة البحوث الأوروبية عن طريق زيادة المشاركة المصرية في البرنامج الإطاري للبحوث والتنمية التكنولوجية.
وتطوير القدرات العلمية والتكنولوجية، مع التركيز على استخدام نتائج البحوث من قبل قطاع الصناعة وقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة وتشجيع اندماج مصر في التبادلات رفيعة المستوى.
أما تجاريًا، فمصر هي الشريك التجاري الرئيسي للاتحاد الأوروبي في منطقة جنوب المتوسط. بل هي جزء من عملية يوروميد لإنشاء منطقة تجارة حرة للبحر المتوسط، كما أن مصر عضو في منظمة التجارة العالمية منذ عام 1995، بحسب موقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأوروبي.
انفلات العقد
توقع المراقبون أن يتفكك الاتحاد الأوروبي لأول مرة في تاريخه بعد خروج بريطانيا وذلك للعواقب الوخيمة على عدة مستويات، في مقدمتها المستوى الاقتصادي.
وكان بنك بريطانيا حذر من أن الاستفتاء حول عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي يشكل "أكبر خطر فوري" على الأسواق المالية البريطانية والعالمية.
ويمكن أن يدفع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بلدانا أخرى للسير في نفس الاتجاه تحت ضغط التيارات السياسية المتطرفة. وفي هذا الإطار، كان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حذر من مخاطر "تفكك" الاتحاد الأوروبي في حال خروج بريطانيا.