رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال انفصال بريطانيا يهز الاتحاد الأوروبي والأسواق العالمية.. ارتفاع أسعار الذهب 15 جنيها للجرام.. العريان: توقعات بتراجع أسواق المال وتداعيات سياسية ومالية للقرار.. الصناعة: ندرس آثار خروج بريطانيا

فيتو

أصاب تصويت البريطانين على الانفصال من الاتحاد الأوروبي الأسواق والاقتصاديات العالمية بحالة من الارتباك، وهز استقلال بريطانيا عن دول اليورو، الدول الأوروبية، وسط توقعات بتداعيات واسعة للقرار على الاقتصاد العالمي خلال الفترة القادمة.


وصوت 52% من البريطانين لصالح الخـروج من الاتحاد الأوروبي في مقابل 48% لمعسكر البقاء في استفتاء تاريخي خرجت فيه المملكة المتحدة من اتحاد استمر على مدى 43 عامًا.
وشارك في الاستفتاء نحو 30 مليون شخص بنسبة تبلغ 71.8%، وهي نسبة المشاركة الأعلى في بريطانيا منذ عام 1992.

تداعيات سياسية
أكد الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي، كبير المستشارين الاقتصاديين في مؤسسة إليانز، أن تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي، سيكون له تداعيات اقتصادية وسياسية ومالية كبيرة خلال الفترة المقبلة.

وأشار «العريان» في فيديو له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» اليوم الجمعة، إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيقود أسواق المال العالمية إلى تراجعات عنيفة، بما يعزز بدوره من حالة الترقب وعدم اليقين لدى المستثمرين، تحسبًا لموجة من انهيار النمو الاقتصادي نتيجة الاستفتاء.

وألمح خبير الاقتصاد العالمي إلى أنه وعلى المستوى السياسي، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيفتح الباب أمام خروج المزيد من الدول مثل إسكتلندا وأيرلندا الشمالية، خاصة في ظل المخاوف من الدخول فيما يسمى بـ«تأثير الدومنيو» وإمكانية مغادرة دول أخرى للاتحاد.

وتوقع «العريان» أن تشهد أسواق المال العالمية موجة عنيفة من الهبوط عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بسبب ما وصفه من اتجاه المستثمرين لتغطية مراكزهم المالية، خاصة في انخفاض معدلات السيولة في الأسواق المالية.

أسعار الذهب
قفزت أسعار الذهب اليوم الجمعة ١٥ جنيها عن الأمس، بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسجل الجرام عيار ٢١ نحو ٤٠٠ جنيه، وسجل الجرام عيار ١٨ نحو ٣٤٢.٨ جنيها، وسجل الجرام عيار ٢٤ نحو ٤٥٧ جنيها، بينما سجل الجنيه الذهب نحو ٣٢٠٠ جنيه.

وحقق الذهب اليوم الجمعة، أعلى مكاسبه منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 بعدما أصيبت الأسواق بالصدمة؛ بسبب تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما أذكى اضطرابات السوق التي دفعت المستثمرين للإقبال على الأصول الآمنة.

وقفز المعدن الأصفر ثمانية بالمائة إلى أعلى مستوياته في أكثر من عامين مقتفيا أثر مكاسب الملاذات الآمنة الأخرى مثل السندات مع هبوط الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والجنيه الإسترليني.

حرب عملات
قال أحمد قورة الخبير المصرفى: إن هناك حرب عملات شرسة تضرب الدول الغربية إبان انتهاء الاستفتاء الخاص بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بريطانيا لا تريد الانفصال، وكذلك الاتحاد الأوروبي، ولكن المقصود منه دعم اليورو أمام اليوان الصينى والدولار الأمريكى.

وأضاف أن تراجع الإسترلينى أمام سلة العملات العالمية والأوروبية أمر طبيعى كرد فعل عقب الانتهاء من الاستفتاء وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي يسعون أيضا لدعم عملاتهم المحلية غير اليورو، مشيرًا إلى أن انخفاض الإسترلينى لن يصل إلى مستويات أقل من الحالية.

وأضاف أن لكل دولة من دول الاتحاد الأوروبي عملة خاصة بها غير العملة الجامعة "اليورو" والأعباء تكون على العملة المحلية مثلما يحدث حاليا لــــ"الإسترلينى" وتنعكس إيجابيا على اليورو والدولار الأمريكى.

وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في 31 عامًا اليوم الجمعة، مسجلًا أكبر خسارة في تاريخه، بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون: إنه سيستقيل من منصبه.

الصناعة
أكد سعيد عبد الله، وكيل أول وزارة التجارة والصناعة، أن الوزارة ستدرس تداعيات قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر وبريطانيا وأيضا بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي الأخري.

وأشار "عبدالله" إلى أن مصر ستجري اتصالات مع شركائها الأوروبيين ومع شركائنا في التنمية لدراسة آثار القرار البريطاني، وتحديد الإجراءات والخطوات المطلوبة لتقليل أي آثار سلبية للقرار.

وأضاف "عبدالله" في تصريحاته، أن الحكومة تنتظر ما يستجد من أي تطورات في "ملف خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي "لتحديد هل هذا خروج كامل فيما يتعلق بالشق الاقتصادي والسياسي، أم أنه خروج من بعض الاتفاقيات الأوروبية فقط، إلى جانب مراحل تنفيذ هذا الخروج حيث إن المعلومات المعلنة حتى الآن أنه خروج على مدى 8 سنوات.

وأوضح "عبدالله"، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يكون لها آثار سلبية حالية أو سريعة على الاقتصاد المصري، لأنه أثناء فترة الخروج التي تعتبر مرحلة انتقالية، نجد أن العلاقات المشتركة المصرية البريطانية الاقتصادية ستستمر مع الاستفادة من مزايا وأحكام اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وهي أيضا فترة كافية لترتيب مستقبل علاقات البلدين.

وأكد سعيد عبد الله، أنه بوجه عام فإن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تمنح الطرفين 6 أشهر قبل تطبيق أي تعديلات أو تغييرات في الاتفاق حتى لا تضار مصالح القطاع الخاص بالجانبين.

وأشار "عبدالله" إلى وجود علاقات اقتصادية قوية ومميزة بين مصر وبريطانيا، حيث تعد بريطانيا ثالث أكبر دولة مستثمرة بمصر على مستوى العالم بقيمة 5.5 مليارات دولار موزعة على 1358 مشروعا تعمل بمختلف الأنشطة الاقتصادية، لافتا إلى أنه من السابق لأوانه تحديد آثار الخطوة البريطانية على مستقبل علاقات التعاون الاقتصادي مع مصر في المدي الطويل.
الجريدة الرسمية