رئيس التحرير
عصام كامل

اليمين الشعبوي يحتفل بسقوط «الحجر الأول» من أوروبا الموحدة

فيتو

قدم نجاح الاستفتاء البريطاني فرصة للأحزاب اليمينية الشعوبية للحصول على مكاسب جديدة وللمطالبة بخطوات مشابهة في بلدانهم للخروج من الاتحاد الأوروبي. فهل حلت لعنة أحجار الدومينو على أوروبا الموحدة؟


اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في قفزة إلى المجهول، توجه ضربة قوية للمشروع الأوروبي. وتمثلت أولى تبعاتها باضطراب قوي فوري في أسواق المال العالمية. وبموجب النتيجة الرسمية لنتائج الاستفتاء التاريخي الذي جرى الخميس وأُعلنت نتائجه صباح اليوم، فإن نحو 52 بالمائة من الناخبين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد، وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كبرى بلغت 72.2 بالمائة.

وسرعان ما طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" بإجراء مفاوضات سريعة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف فاراج، هو أحد الوجوه المهمة لمناصري الخروج من الاتحاد الأوروبي: "الاتحاد الأوروبي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل في أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".

كما علق في تويتر قائلًا:" لقد استعدنا بلدنا. أشكر الجميع".

من جانبه قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، اليوم الجمعة إن قادة الدول الأوروبية الأعضاء في الكتلة والبالغ عددهم 27 دولة أخرى "عازمون على الحفاظ على وحدتنا"، إلا أنه حذر في الوقت ذاته من ردود فعل "هستيرية".

لكن انتصار استفتاء المطالبين بالخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا قد يجد أصداء كبيرة في عدة دول أوروبية، وخاصة من قبل الأحزاب اليمينية الشعبوية. ففي ألمانيا قال يورغ مويتن زعيم "حزب البديل من أجل ألمانيا" بالمشاركة بعد نتائج الاستفتاء إنه ينبغي السماح لألمانيا هي الأخرى بالتصويت على عضويتها في الاتحاد. وقال مويتن الرئيس المشارك الذي يرأس الحزب اليميني مشاركة مع فراوكه بيتري، على صفحته في فيس بوك: "أتيحت لهم فرصة الاختيار، ولم تتاح لنا. استفتاء! حان وقت التغيير!".

أما بيورن هوكه، القيادي في "حزب البديل من أجل ألمانيا" ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن، فقد طالب أيضًا "باستفتاء مشابه في ألمانيا لتقرير البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي".

يُذكر أن نائب رئيس الحزب ألكساندر غاولاند كان قد صرح من جانبه الجمعة بأن الحزب: "لا يريد أن يبدأ حملة لخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي".

وفي هولندا، قال خيرت فيلدرز، رئيس حزب "الشعب من أحل الحرية والديمقراطية" الشعبوي، في تغريدة في تويتر، معلقًا على نتيجة الاستفتاء في بريطانيا: "مبروك لبريطانيا. والآن خطوتنا. حان الوقت لإجراء استفتاء مشابه في هولندا".


أما زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان فقالت: "إنه انتصار للحرية. من الضروري الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي".


وفي ضوء هذه الدعوات علقت الصحف الألمانية على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعلى شعبية اليمين الشعبوي متخوفة من نتائج هذا الاستفتاء على الاتحاد. فقد كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينيه تسايتونغ":
"في جميع بلدان العالم الغربي تزداد شعبية القوميين والشعبويين. في بريطانيا دُعمت حملة 'بريكسيت' من قبل الأحزاب القومية بصورة خاصة، كحزب "استقلال المملكة المتحدة"، وكان أحد أسباب دعمها للحملة هو قولها إن الكثير من الأجانب يأتون لبريطانيا بسبب الاتحاد الأوروبي. في ألمانيا ترتفع شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا". أما في الولايات المتحدة فلا يهتم الناخبون بمدى قرب كلام دونالد ترامب من الواقع، طالما كانت قريبة من الحقائق المحسوسة التي يريدون سماعها".

كما تخوفت مجلة "دير شبيغل" من "أن تحذو دول أخرى في الاتحاد الأوروبي حذو بريطانيا وتجعل مواطنيها يصوتون على خروجها من الاتحاد. ويجب على القادة والزعماء الأوروبيين التفكير مليًا لإيجاد وسيلة توقف الانهيار. ويعتمد ذلك بصورة دقيقة على مسار المفاوضات مع الحكومة البريطانية".
الجريدة الرسمية