رئيس التحرير
عصام كامل

«الآثار»: «الكعك» عادة فرعونية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كشفت الدكتورة مني صبح مدير عام التنمية الثقافية والتربية المتحفية بوزارة الآثار، أن عادة عمل الكعك بدأت من العصر الفرعوني حيث كان الإنسان المصري القديم يقدم الكعك كنوع من القرابين والهدايا والنذور للالهة وهذا ثابت من النقوش الموجودة على جدران المعابد القديمة، كما كان يقدم للاحتفال بالاعياد الفرعونية المختلقة.


وأكدت منى صبح أنه منذ نحو خمسة آلاف عام، اعتادت زوجات الملوك في مصر القديمة تقديم الكعك للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو ويقال أن كعك العيد مأخوذ من عادة تقديم قٌُرص المناولة في الكنائس عند الأقباط في مصر وقت الأعياد وقد تحول مع الزمن إلى طعام لذيذ ارتبط بشهر رمضان يقدم للضيوف في المناسبات والأفراح وخاصة في الأعياد الدينية ومنها عيد الفطر السعيد.

وأوضحت أن البعض يقول إن البحث في الأصول التاريخية لكعك العيد في عيد الفطر يعود في التاريخ الإسلامي إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر»، ثم أخذ مكانة متميزة إلى العصر الأخشيدي 924م في مصر، أما في العصر الفاطمي أصبح هناك مؤسسة رسمية لشئون الكعك لإنتاجه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين وأرباب الدولة وقد سميت هذه المؤسسة ( بدار الفطرة ) وقد بقيت هذه الدار وبقي الطباخون والعاملون فيها سنوات طويلة حتى العصر الايوبي واستمرت العناية بالكعك وتوزيعه كصدقة طوال العصور ثم أصبح يوزع على حجاج بيت الله الحرام عند ذهابهم للديار المقدسة ليأكلونه أثناء رواحهم وغدوهم.

وتابعت: كما نصت وقفية الأميرة تتر الحجازية على توزيع الكعك الناعم والخشن على الفقراء والمحتاجين والعلماء وتلاميذ الكتاتيب وانتشرت مع الزمن عادة التباهي بالكعك وتبادله بين الأقارب والجيران.

واستطردت أنه في عام 1124 ميلادية خصص الخليفة الفاطمي مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ فكانت المصانع تتفرغ لصنعه منذ منتصف شهر رجب، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه. وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترًا وتحمل 60 صنفًا من الكعك والغُريبة، كما أنشأت في عهده أول دار لصناعة الكعك سُميت “دار الفطرة” وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز، وفى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة توجد قوالب الكعك وعليها عبارات “كل هنيئًا واشكر” و”كل واشكر مولاك” وعبارات أخرى لها نفس المعنى.
الجريدة الرسمية