هؤلاء الأطباء يستحقون المحاكمة العاجلة!
من صفحة الزميلة العزيزة الكاتبة الصحفية الأستاذة أماني ضرغام على "فيس بوك" ونقلا عن إحدي قريباتها بالإسكندرية تدرس بكلية الطب تروي فاجعة حقيقية أن أحد زملائها أصيب بتعب مفاجئ لم يجدوا تفسيرا له ولم يكن من حل إلا نقله إلى المستشفي.. هناك ولأن الحالة غير مفهومة تم تحويله من قسم إلى قسم ، ومن طبيب إلى آخر بطريقة كما فهمنا من التفاصيل أنها لإخلاء المسئولية وليس بحثا عن علاج فعال، أو إنقاذ عاجل للطالب المريض، حتى فوجئ الجميع بوفاته في اليوم التالي، لينتهي حلم أسرة بل عائلة بأكملها كانت تنتظر ابنها طبيبا بالبالطو الأبيض!!
في القاهرة تابع الكثيرون قصة "حورية" الشابة الجميلة التي أصيبت قبل أعوام بمرض خبيث نجحت في مقاومته والشفاء منه، وبقيت لسنوات بصحة جيدة حتى عاودها المرض فجأة، ولأن حالتها معروفة وعلاجها معروف تم تحديد الدواء المناسب، ولكن المجالس الطبية المتخصصة رفضت صرفه لارتفاع ثمنه..
ناشدت حورية من خلال الصحف المسئولين إنقاذها، وأن يرحموا عذابها وخصوصا أن الدواء المطلوب جربته من قبل، وأثبت فاعليته، وأن الفرق لا يستحق منعه عنها، وظلت حورية في معاناتها حتى توفيت أمس الأول ورحلت لتترك دنيانا بآلامها ووحشيتها وقسوة قلوب البشر فيها..
الآن نتوقف لنسأل: ما هي قصة الطب في مصر بقي بصراحة؟ ولكي نستكمل الأسئلة علينا الاعتراف بأن الأغلبية العظمي من أطبائنا بخير.. ضمائرهم حية وتربيتهم وأخلاقهم تسبق ظروفهم وتتغلب عليها وهؤلاء غير مخاطبين بالسطور التالية:
البيه مسئول المجالس المتخصصة هل ينفق على الناس من مال أبيه ؟ وهل لو كانت حورية من أصحاب النفوذ أو لأحد أقربائها نفوذا وسلطانا هل كان سيمارس بيروقراطيته القاتلة وروتينه المميت؟ هل لو كانت حورية نجمة سينمائية كان قد آخر لها طلبها وتركها تستغيث هنا وهناك؟ قد يقول أحدهم أن حالة حورية متأخرة وإن العلاج لن يجد معها وهنا نسأل: "وأنتم مال اللي جابوكم بالأمر الإلهي" ؟ دوركم يتوقف عند علاج الناس وخدمتهم وتخفيف ألامهم لا شأن لكم بأوامر السماء.. وعملكم إنساني أخلاقي في المقام الأول وربما استجبتم حتى لا تشعر مريضة في أيامها الأخيرة أنها تغادر الدنيا بالإهمال أو الفقر.. كنتم اعتبرتموها مجرمة سينفذ عليها حكم الإعدام وسألتموها عن آخر رغباتها.. كانت ستطلب الدواء!!!
المال مال الشعب، ومن يسئ استخدامه مثله مثل كل من يسئ استخدام الأموال العامة يجب محاكمته.. وأما القصة الأولى فتستحق التحقيق العاجل لبيان وجود الإهمال من عدمه، وهو ما يتطلب أن تتحرك النيابة العامة أو نقابة الأطباء أو كليهما معا.. أما البرلمان وجمعيات حقوق الإنسان وكافة المعنيين بالأمر فنخطرهم جميعا.. ماتت في مصر مريضة بسبب الفقر والإهمال وأن شبهة الإهمال والفوضي واردة في حالة طالب الطب..
اللهم بلغت اللهم فاشهد !