طقوس الزواج في واحة سيوة شكل تانى.. «فتيات الأمازيغية» الأقل مهرًا على مستوى الجمهورية.. العريس لايحضر عروسه من بيت والدها ليلة الزفاف.. و«الجمار» هدية الشاب لحماته
تختلف طقوس الزواج في كل بقعة من بقاع العالم، ولواحة سيوة التي تعد كنزا كائنا بأقصى غرب البلاد، رونقها وطقوسها الخاصة في الزواج، ولأهلها تقاليدهم الأمازيغية المميزة، وننشر في السطور التالية طقوس الزواج بين أبناء واحة سيوة بداية من التعارف وحتى ليلة الصباحية للعرسان.
سيوة
قال محمد عمران، مسئول الإعلام بواحة سيوة: إن لكل مجتمع طقوسه وعاداته وتقاليده، موضحا أن واحة سيوة يبلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة، ويتحدثون بلهجتهم الخاصة السيوية إحدى لهجات الأمازيغية، ولهم مراسم وطقوس خاصة تميزهم عن غيرهم.
وأضاف: أن فترة الخطوبة هي أولى خطوات التعارف تمهيدًا للزواج في الواحة، وأهم ما يميز سيوة انها مجتمع يمثل نسيجا واحدا (أسرة واحدة) فالأهالي يعرفون بعضهم جيدا، لذلك فالخطوبة تتم بسهولة ويسر، حيث إنه بمجرد إعجاب الشاب بالفتاة، يبلغ أهله الذين يخاطبون أهل الفتاة، لإعلان الارتباط.
وأوضح عمران، أن المجتمع السيوي متدين يحرص أهله على أداء الفروض والعبادات، قائم على الاحترام المتبادل بين أفراده، ويحافظ الجميع على خصوصية بعضهم البعض، لافتا إلى أن الشاب يتواصل مع الفتاة في الأعياد والمناسبات فقط، عندما يقدم التهنئة لها بحضور الأب أو الأخ، مؤكدًا أنه لا يوجد بين أهل سيوة ممارسات المجتمعات الأخرى باختلاط الشاب والفتاة وخروجهما سويا.
المهر
وتابع محمد عمران: إن المجتمع السيوي بسيط، والمهر غير مكلف وهو الأقل على مستوى الجمهورية، فالشاب غير مطالب سوى بتجهيز عش الزوجية حسب مقدرته، وكذلك من جانب الزوجة وأهلها، مشيرًا إلى أن العريس يعد دعوات حفل زفافه بحضور أهله وأصدقائه وأقاربه، وعقب تحديد الموعد يتم تجهيز منزل الزوجية، وإحضار مستلزمات العرس، من وليمة ليلة الدخلة، وطعام الصباحية، وعقب ذلك تبدأ مراسم العرس من المسجد حيث الإشهار.
الزفاف
واستكمل عمران، أنه في ليلة الزفاف، لا يقوم العريس بإحضار زوجته من منزل أبيها، وانما تقوم بذلك أخته أو عمته أو خالته، بينما ينتظر هو، العروس أمام بيته.
وأشار إلى أنه في يوم الصباحية يقبل الأقارب لتقديم التهنئة للعريس وأهله، ومن باب التكافل بين أفراد المجتمع يخصص أحد بيوت الجيران للعريس ليستقبل فيه المهنئين من الشباب، وبيت آخر يخصص لوالد العريس لاستقبال المهنئين من الكبار والشيوخ، ولا يُسمح بزيارة العروس في بيت الزوجية إلا لأسرتها وصديقاتها المقربات، مع قيام أهل العريس بتقديم الهدايا لهم.
واستطرد عمران: أنه يوم السبوع تزور الأم ابنتها للاطمئنان عليها، ونظرا لأن أشهر زراعات واحة سيوة هي زراعة النخيل، حيث تعد عصب الاقتصاد ومصدر الرزق الأول للشاب السيوي، لذا يهدى العريس حماته (قلب النخلة) أو كما يُطلق عليها بالسيوية "الجمار" مضحيا بأغلى مايملك في سبيل تقديم السيدة أغلى ما تملك له وهي ابنتها.