رئيس التحرير
عصام كامل

الخرباوي يقاتل وحيدا !


لم يشتكِ الرجل ولم يتأفف، بل تزداد صلابته معركة بعد أخرى.. ومنذ البداية وهو يدرك خطورة ما يفعل قبل أن يدرك أهميته، وهو أكثرنا خبرة ودراية بالجماعة التي يواجهها ويتصدى لها ويعلم مدى إجرامها ويعرف كيف انتقمت في السابق ممن اختلفوا مع قادتها حتى لو أعلنوا بقاءهم في الجماعة، ومع ذلك لم يتردد ثروت الخرباوي - مع حفظ كل الألقاب - في قرار المواجهة ولا في الاستمرار فيه ولا حتى خوضه على كل الجبهات من المقال إلى الكتاب إلى البرنامج التليفزيوني إلى اللقاء الإذاعي، بل وحتى للعمل الدرامي كما فعل رمضان الماضي بمسلسله الإذاعي القنبلة "التنظيم السري"، والذي وبكل أسف لم نر الجزء الثاني منه رمضان الحالي، رغم ظننا - وبعض الظن إثم - أننا سنرى الجزء الثاني وسنرى أيضا تحوله إلى عمل تليفزيوني أو سينمائي أو كليهما لكن فيما يبدو أنه - الخرباوي - الأكثر صدقا في معركته مع الجماعة الإرهابية في مصر كلها!.


المقدمة السابقة ضرورية لنلفت نظر كل المصريين إلى أن وزيرا في الحكومة ألمح إلى إمكانية المصالحة مع الإخوان بحجة الالتزام بالدستور الذي تحدث كما قال الوزير عن "عدالة انتقالية"!!. 

فتصدى الخرباوي مفندا حجة الوزير، شارحا مبينا في مرافعة رفيعة بليغة على صفحته على فيس بوك، انتقلت لأهميتها إلى صفحات الصحف باعتبارها درسا في فهم الدستور واستيعاب نصوصه!.

حتى اللحظة لم نر غير الخرباوي مهتما مهموما متصديا مشتبكا مع قصة المصالحة كلها، ورغم أن كاتب هذه السطور من المؤمنين باستحالة فكرة المصالحة ويدرك الفرق بينها وبين الاستسلام والتسليم إلا أن - ولأسباب مختلفة أغلبها موضوعي وبعضها شكلي - ترك الخرباوي وحيدا في معركة كتلك يعكس تواطؤ الكثيرين وميوعة مواقف البعض وانتهازية البعض الآخر، خصوصا أن ليس في الأمر مصلحة خاصة للرجل، بل ربما كان العكس تماما لمن يراها معركة شعب ومصير وطن لا ينبغي أن يتخلف عنه أحد خصوصا أيضا أننا في لحظة فارقة أوشك فيه كل من الشعب والوطن على التعافي نهائيا من مرض مزمن ابتليا به منذ سنة 1928 وحتى الآن.

الخرباوي يستحق الدعم، وقد تأكد صدقه في عام الفرز الكبير وقت كان الإخوان في السلطة، وفيها ثبت من ثبت وتراجع من تراجع والمجد لمن يثبت كل مرة والعار المؤكد لمن يتراجع في كل مرة!.

الجريدة الرسمية