أسباب ارتفاع أسعار الذهب.. المخاوف من انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.. تلاعب أمريكا بسوق المعدن الأصفر.. «المشغولات الذهبية»: المحال تعاني من الركود.. والسياسة البنكية دمرت الصناعة
كشف خبــراء أن ارتفاع أسعار الذهب التي شهدتها الأسواق خلال الأيام الماضية تعود في المقام الأول إلى الاستفتاء الذي يعتزم البريطانيون إجراءه غدًا الخميس، بشأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وهو ما يدفع المستثمرين إلى الإقبال الكبير على الذهب باعتباره الملاذ الآمن الوحيد حتى الآن في ظل عالم اقتصادى وسياسي متغير، وكذلك ألاعيب الولايات المتحدة بسوق المعدن الأصفر عالميًا من خلال عدة أساليب من بينها وعودها برفع أسعار الفائدة على الدولار والذى قد يحدث ارتباكًا كبيرًا في حركة التجارة العالمية ويمثل تحولا في السياسات الاقتصادية العالمية.
مستويات قياسية
وقال الدكتور وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الذهب في الأسواق المحلية شهدت خلال الفترة الماضية تذبذبًا كبيرًا لم تشهده من قبل، وموضحًا أن الذهب كسر حاجزًا تاريخيًا، وارتفعت أسعاره إلى مستويات قياسية متأثرة في المقام الأول برغبـة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي والخروج من منطقة اليورو من خلال الاستفتاء الذي يعتزم البريطانيون إجراءه غدًا الخميس، بالإضافة إلى ألاعيب الولايات المتحدة بسوق المعدن الأصفر عالميًا من خلال عدة أساليب من بينها وعودها برفع أسعار الفائدة على الدولار والذي قد يحدث ارتباكًا كبيرًا في حركة التجارة العالمية ويمثل تحولا في السياسات الاقتصادية العالمية.
إغلاق المحال
وأضاف رئيس شعبة الذهب، أن الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب والذي شهدته السوق المصرية قبل أيام سيؤثر سلبًا فى سوق الذهب، وقد يؤدي إلى إغلاق العديد من محال الذهب في المحافظات؛ نظرًا لانعدام حركة البيع والشراء، مشيرًا إلى أن التكلفة التي يتحملها أصحاب المحال في ظل عدم الإقبال على الشراء عالية للغاية وقد تدفعهم لإعادة النظر في بقائهم ضمن السوق وللإغلاق تمامًا.
وأوضح أنه على الرغم من اقتراب موسم الاحتفال بعيد الفطر المبارك الذي تزداد فيه رغبة المصريين لإتمام احتفالات الزواج والخطوبة إلا أنه لا يوجد ما يبشر بانفراجة في مبيعات الذهب نظرًا للظروف الاقتصادية السيئة التي ستدفع المصريين للبحث عن السلع الأساسية والتخلى عن الكماليات والبحث عن سبيل آخر لمهداة العروس بديلا عن الذهب.
أسباب الارتفاع
ويرى المهندس رفيق عباس، رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات، أن من بين الأسباب للارتفاع الكبير في أسعار الذهب إنما يرجع إلى ارتفاع سعر الدولار وتراجع قيمة الجنيه المصري خلال الشهور الأخيرة والذي أسهم بشكل كبير ومباشر في ارتفاع المعدن الأصفر بالأسواق المحلية.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار الذهب للمزيد من تراجع حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية، مؤكدًا أن المعدن الأصفر لم يعد وسيلة للادخار الآمن كما كان الوضع من قبل، كما أن هناك ارتفاعا في معدلات مبيعات الذهب القديم من قبل المواطنين مع تراجع أو شبه انعدام الشراء للمشغولات الذهبية الجديدة.
السياسة البنكية
وتابع: "هناك أسباب أخرى لتذبذب أسعار الذهب يرجع إلى السياسات البنكية التي حددت حجم الإقراض من العملة الأجنبية الدولار خلال الشهور الماضية، ما أدى إلى لجوء ورش صناعة الذهب بسبب ذلك إلى شراء الذهب القديم وإعادة تصنيع نصف الكميات الواردة منه وتصدير ما يتبقى للخارج لزيادة الحصيلة من العملة الصعبة".
