إسرائيل تضع مصر في جملة مفيدة أمام المجتمع الدولي.. القاهرة حجة الاحتلال لعدم التصديق على المعاهدة الدولية لمنع انتشار النووي.. نتنياهو: تل أبيب تدعم المعاهدة وأهدافها.. والغموض يحيط بديمونة
إسرائيل تمتلك أسلحة دمار شامل، وهى واحدة من أربع دول مسلحة نوويًا، لكنها لا تعترف بذلك، وتتعامل مع هذا الملف بغموض شديد، ونظرًا لاتباعها أساليب التبرير الدائمة كانت مصر آخر التبريرات لعدم تصديقها على المعاهدة الدولية لمنع انتشار النووي.
وكان مسئول في الأمم المتحدة، أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن إسرائيل مستعدة للتصديق على اتفاقية منع انتشار النووي.
والتقى ئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، الأمين العامة لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، الدكتور لاسينا زيربو، وقال إن إسرائيل تدعم المعاهدة وأهدافها، لذلك وقعت عليها.
خطوات مماثلة من مصر
وأضاف نتنياهو أن قضية إقرار المعاهدة منوطة بالسياق الإقليمي وبالتوقيت المناسب. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن إسرائيل تتنظر خطوات مماثلة من مصر والولايات المتحدة وإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيربو وصلت إسرائيل بعد 20 عامًا على توقيع إسرائيل على الاتفاقية لإقناعها بالتصديق عليها.
ولفتت إلى أن إسرائيل رفضت التصديق على المعاهدة على أساس أن الولايات المتحدة لم تفعل ذلك، وأكدت أنها لن تفعل ذلك طالما لم تصدق عليها إيران ومصر.
رد الخارجية
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التقرير غير دقيق، وأن إسرائيل ستوافق على المعاهدة عندما تصبح الظروف ملائمة لذلك، وقال نتنياهو في الاجتماع: إن دولة إسرائيل تدعم المعاهدة وأهدافها ولذلك وقعت عليها.
وأضاف أن قضية المصادقة متعلقة بالسياق الإقليمي وبالتوقيت الملائم. وأكد نتنياهو أيضًا على أن زيارة زربو تعبر عن التعاون طويل السنوات والأكثر نجاحا بين إسرائيل والمنظمة.
المبادرة الجديدة
ووفقا للمبادرة الجديدة للأمم المتحدة وللاتحاد الأوروبي، فسيكون الشرق الأوسط منطقة حرة من التجارب النووية، وتحظر المعاهدة، التي وقعت عليها إسرائيل عام 1996، إجراء التجارب النووية في البحر، البر، الجو، تحت الأرض، تحت البحر وفي الفضاء، ومثل إسرائيل، فإن 7 دول رئيسية أخرى قد وقعت على المعاهدة ولم تصادق عليها بعد وهي: الولايات المتحدة، الصين، إيران، مصر، كوريا الشمالية، الهند، وباكستان، الأمر لا يقف عند حد جعل مصر حجة لعدم التصديق على المعاهدة، بل التمسك بمفاعلات نووية متهالكة تعرض المنطقة وخاصة مصر للخرط مثل مفاعل "ديمونة.
الأمن الصهيونى
وسبق أن تحدث تقرير صادر عن معهد (رءوت) الأمني الصهيوني عن حدوث هزة أرضية بقوة ست درجات على مقياس ريختر في صحراء النقب على حدود مصر، التي يقع فيها مفاعل ديمونة النووي الصهيوني، ما يشي بأن المنطقة برمتها معرضة لكارثة بسبب مخاطر هذا المفاعل، وخاصة في حال نجم عنه تسرب إشعاعي، وحدوث سحابة نووية قاتلة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة ودول الجوار، وهي الأردن ومصر وفلسطين وسوريا، وإذا ما اشتدت الرياح فإن الخطر سيتعدى هذه الدول إلى باقي المنطقة.
مفاعل ديمونة
كما حذر تقرير سابق لهيئة الطاقة الذرية من خطورة مفاعل ديمونة "العجوز"، واحتمالية انفجار المفاعل إثر تعرضه لانشقاقات في السنوات الأخيرة، وما نتج عنها من آثار سلبية على وضع القشرة الأرضية في محيط المفاعل، وفي محيط المنطقة العربية المحيطة بالكيان الصهيوني، خاصةً مصر.
ولعبة النووي الإسرائيلي ليست سلاحًا جديدًا فسبق أن فكرت في الاستعانة به خلال حرب أكتوبر 1973، اقترح وزير جيش الاحتلال حينذاك، موشيه ديان، على الحكومة الإسرائيلية والتي تقف على رأسها، جولدا مائير، استخدام الخيار النووي.
وتم الكشف عن كلام ديان في اجتماع طوارئ للحكومة الإسرائيلية، في اليوم الثاني للحرب، وطلب ديان دراسة إعداد القوات النووية لإسرائيل لإظهار القوة النووية، وقدّم هذا الاقتراح غير المسبوق بعد خروج رئيس الأركان في تلك الفترة دافيد إليعازر. وعارضت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير، وسائر المشاركين في ذلك الاجتماع، وسقط الخيار.
ونظرًا لعدم تصديق إسرائيل على معاهدة منع انتشار النووي فإنها لا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية، ما يسمح لها بالعبث كيف تشاء في المجال النووي.