نحن نلدغ من الجحر مرات! «٣»
لا تفسير لهذا التخطيط السياسي لهذا النخبوي اليساري، والذي يقوده للاصطفاف مع الإخوان، وتقديم التأييد مجددا لهم سوي السذاجة السياسية التي تجعل البعض منا يفتقد البوصلة الوطنية التي تحدد الطريق السليم والمواقف الصحيحة.
السذاجة السياسية هي التي قادت البعض لعصر الليمون، والقبول بمرسي رئيسا بل ودعمه ومساندته.. وهي التي سبق أن قادت غيرهم من قبل للتحالف مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية، وهي التي تقود الآن بعض النخبوبين لاتخاذ مواقف مضطربة ومتنافضة.
السذاجة السياسية التي تحول البعض إلى أسري في يد غيرهم.. يوجهونهم من على بعد ، ويدفعونهم إلى اتخاذ مواقف متناقضة مع رؤاهم الأيديولوجية.. وقد برع الإخوان على مدى سنوات في ذلك.. أي في التغرير بعدد من الليبراليين واليساريين والقوميين وجعلوهم يتصرفون ويتخذون مواقف تصب في نهاية المطاف لمصلحة الجماعة.
إن الإخوان لم يصلوا إلى حكم مصر بجهودهم وحدهم، وإنما بجهود غيرهم أو بالأصح جهود من خدعوهم وغرروا بهم وضحكوا عليهم.. لكن المفزع أنه رغم كل ما ارتكبه الإخوان من جرائم عنف ما زال بعض النخوبيين مستعدين لأن يخدعوا مجددا أو يلدغوا من ذات الجحر مرة أخرى.. فليرحمهم الله ويشفيهم من مرض إيذاء الذات.
