هل تصدقون.. نحن هذه الأمة؟!
هل تصدقون مع ما تشاهدونه في بلادنا العربية وداخل مجتمعاتنا الصغيرة أننا الأمة التي من تعاليمها في كتابها الحكيم المنزل من السماء قوله "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" وأن بداية الآيه هو "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم" وقال أيضًا "وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون"، ويتحدث في الآية عن المشركين وليس عن أهل الكتاب أي أصحاب الديانات السماوية الأخرى اليهودية والمسيحية فما بالكم في معاملة أهل الكتاب؟ ويأمر المسلمين بأن يجيروا في الحرب من يلجأ إليهم ويدخلون الطمأنينة إلى قبله ويطعمونه ويسقونه بل يوفرون له ممرًا آمنًا للفرار إن طلب ذلك !!
هل تصدقون أن هذه الأمة أمرهم ربهم في كتابهم السماوي أن "لا تخسروا الميزان" و"ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" في نهي صارم عن الغش والتدليس على الناس، وقال "لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"، ويخصص في آية أخرى "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبًا كبيرًا"، ويحددها صريحة في قوله "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا"، ويقول في نصائح المال والتجارة "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" ويقول أيضًا "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون"، ثم يتحدث عمن يتعرضون لأزمات مالية طارئة، فيقول "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون"، ويقول خلاصة "وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم".
هل تصدقون أن هذه هي التعاليم المباشرة الواضحة الصريحة في كتاب الله أي الكتاب المنزل وهو كله يقيني قطعي الثبوت؟ وهل تصدقون أن الآيات واضحة صريحة لا تحتاج إلى أي تأويل ولا تفسير؟ لماذا إذًا كل هذا القتل الذي يجري؟ ولماذا إذًا كل هذه المشكلات التي في المحاكم ؟ ولماذا كل هذه الصراعات على المواريث وبين الشركاء في التجارة وبين المتعاملين في المعاملات المالية ؟
إنها -يا سادة- تعاليم كتاب الله وليس أقوال فقهاء ولا نصائح شيوخ أو حكماء؟! هل عرفتم كم الظلم والتجني الذي يتعرض له دين عظيم يظلمه أبناؤه قبل أعدائه ؟!
وللحديث بقية..