الوجه الخفي للعلاقات المصرية الإثيوبية.. «فلوس وتدريب ودعم» 6 ملايين دولار منحة من القاهرة لأديس أبابا.. وزارة الري المصرية تدرب 50 إثيوبيا.. و«عبد العاطي» يتعهد بدعم دول حوض النيل
منذ أن بدأت إثيوبيا في تشييد سد النهضة الأثيوبي أبريل عام 2011 وتوترت العلاقات بينها وبين مصر نظرًا لتأثير هذا السد على الحصة التاريخية للقاهرة من مياه نهر النيل والمقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا.
ويستند الخلاف إلى أن أي سدود يتم تشييدها على رافدي نهر النيل «الأزرق والأبيض» يستلزم إخبار الدول المتضررة وفقًا لقانون الأنهار الدولية بالأمم المتحدة 19969، بجانب تقديم دراسات فنية للسد قبل البدء فيه وهو الأمر الذي لم تفعله إثيوبيا التي شرعت في البناء قبل تقديم أي دراسات.
وبعد خلاف ما يقرب من ثلاث سنوات اتفقت الدول الثلاثة إثيوبيا «دولة المنبع» ومصر والسودان «دولتي المصب» على إجراء مفاوضات فنية، ومع اقتراب افتتاح المرحلة الأولى للسد يوليو المقبل خرجت أصوات مصرية تطالب بتحرك فوري تجاه هذا الملف وكان أبرزهم محمد نصر علام وزير الري الأسبق الذي اقترح باللجوء إلى التحكيم الدولي فيما لوح طارق رضوان وكيل لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان بالخيار العسكري ضد أديس ابابا في حال تهديد الأمن القومي المصري.
لم تكن تلك هي الصورة الكاملة للعلاقة بين مصر وإثيوبيا، فهناك وجه آخر خفي عن الأنظار يحكم علاقة البلدين، الذي يتحكم نهر النيل في مصيرهما وهي علاقة تعتمد على تعاون في عدة مشروعات مائية.
البداية
وكانت بداية العلاقات المصري الإثيوبية في عام 2011 حين قدمت القاهرة منحة قدرها 6 ملايين دولار لأديس ابابا لإنجاز عدة مشروعات تطوير الموارد المائية بجانب تدريب كوادر بشرية إثيوبية في مصر للاستفادة من الخبرات المصرية.
50 متدربا إثيوبيا
وبالأمس قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن برنامج التعاون المصري الإثيوبي حقق العديد من الإنجازات في مجال التدريب وبناء القدرات ونظم الري الحقلي، بالإضافة إلى البرامج التدريبية في مجال التنبؤات والتدريب العملي على تشغيل وتحليل نتائج النماذج الهيدروليكية والرياضية.
وأضاف «عبد العاطي»، في تصريحات صحفية، أن القاهرة دربت أكثر من 50 متدربا من الكوادر الإثيوبية حتى الآن، بجانب تقديم المنح الدراسية للباحثين الإثيوبيين للحصول على الماجستير أو الدكتوراه، وإيفاد الكوادر الإثيوبية لنيل دبلومة الموارد المائية المشتركة بالجامعات المصرية وبتمويل من وزارة الموارد المائية والري المصرية.
اقرأ.. وزير الري: التعاون المصري الإثيوبي حقق الكثير من الإنجازات
معمل أبحاث
لم تقف حدود المساعدات المصرية عند هذا الحد فأعلنت وزارة الري عن تقديمها دعم فني كامل لإثيوبيا لإنشاء معمل أبحاث المحاكات الهيدروليكية بأديس أبابا، بالإضافة إلى المساعدة في تنمية الأبحاث الفنية المتعلقة بالمياه.
كما تتعاون وزارة الري المصرية مع نظيرتها الإثيوبيا في مجال إدارة المنشآت المائية والموارد المائية السطحية والجوفية وحصاد الأمطار وتكنولوجيا إدارة المياه.
اقرأ أيضًا.. «الري»: دعم فني لإثيوبيا لإنشاء معمل أبحاث المحاكات الهيدروليكية
من جانبه أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري أن دعم دول حوض النيل هو واجب مصري تقوم به خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن تنمية دول القارة السمراء ستعود بالنفع على الجميع.