بالصور.. إفطار المنسيين على رصيف القاهرة: «أكلة هنية تكفى مية»
منسيون.. يهيمون في شوارع المحروسة وأرصفتها طلبا لرزق حلال وقليل من المال بعمل بسيط يساعدهم على توفير قوت يومهم، لا يكاد يراهم أحد، فهم يعملون في صمت، يمضى يومهم بهدوء في اتجاه معاكس لصخب قاهرة المعز، يؤمنون أن الله رزاق عليم خاصة في شهر الصيام الذي تحل فيه البركة ويعم في أيامه الخير، فموائد الرحمن عامرة ووجبات أهل الخير لا تخلو من كل ما لذ وطاب من الأطعمة.
عندما يتسلل اللون البرتقالى لشمس المغيب ويكسو سماء القاهرة معلنًا عن اقتراب لحظة الإفطار، وحينما يسود الهدوء الشوارع والحوارى والطرقات، يظهر المنسيون بعد ذوبانهم طوال اليوم في صخب الشارع، وتبدأ رحلة إعدادهم لإفطار رمضانى فوق الأرصفة وفى الميادين وعلى موائد الرحمن، وعلى وجهوهم المتعبة بسمة رضا وبساطة هي سر سعادة لقلوب لم تر من نعيم الدنيا إلا القليل.
كما تجمعهم أيضًا موائد الرحمن التي تمتلئ عن آخرها "ساعة المغربية" بأناس من كل حدب وصوب، قد لا يعرفون بعضهم البعض ولا يشتركون معًا إلا في القليل ولكن لسان حالهم يقول في رضا "أكلة هنية تكفى مية".
الرصيف "سفرتهم" والأرض مائدتهم الرمضانية، وليس من أولوياتهم الاهتمام بما تحويه هذه المائدة من ألوان وأنواع الطعام، بل إن السر لديهم دائمًا في "اللمة".
