رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قريتا موسى والخضر بالفيوم في طي النسيان.. البيوت مقابر لاستقبال الموتى.. مياه الشرب مخلوطة بالصرف الزراعي.. العقارب والأفاعي ضيوف مقربون.. لا طبيب ولا مخابز ..أسطوانة الغاز تصل 175 جنيها

فيتو

يعيش أهالي قريتي سيدنا موسى، وسيدنا الخضر مأساة حقيقية فمعظمهم من محافظات الصعيد أتت بهم الحكومات السابقة بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في محافظاتهم لينالوا قسطا من الاهتمام ليجدوا أنفسهم في حالة يرثى لها.


قبور وليست بيوتا 

البيوت كلها من طابق واحد لايزيد ارتفاعه عن المترين وكأنها مقابر شيدت لاستقبال الموتى، مياه الشرب خليط من مياه الصرف الزراعي القادم من الوادي مختلط بها كل الملوثات التي يمكن أن يتصورها العقل وكل ما فعلته الدولة أن أنشأت لهم محطة تحلية نقالي تعمل على تنقية المياه بالترسيب بالرمال والزلط وتعمل يوما وتتعطل ألف يوم.

مياه الصرف
ولم يجد الأهالي أمامهم إلا استخدام مياه المصرف للاستخدامات اليومية وشراء مياه الشرب من مدينة أهناسيا التابعة لبني سويف لأنها الأقرب إليهم فهي لاتبعد أكثر من 65 كيلو مترا.

العقارب والأفاعي
العقارب والأفاعي في القريتين من أصدقاء الأهالي المقربين لأن من يحاول أن يعاديهم سيكون مصيره الموت المحتوم فمن يلدغه ثعبان أو عقرب لن يجد من يسعفه لأن أقرب وحدة صحية مجهزة تقع على بعد 80 كيلو مترا أما الموتى فلا يمكن إكرامهم فلا مقابر بهذه القرى ولا طبيبا يمنح تصريحا بالدفن ومصيرهم سيارة ربع نقل وكومة من القش حتى يصل إلى محافظته.

أما الليل فيبدأ بالحادية عشرة صباحا بعد أن تنقطع بهم السبل للتواصل مع العالم الخارجي، فلا وسيلة مواصلات بعد هذا الوقت ولا قبل الثامنة صباحا.

أما الخبز فلا يصلح للاستخدام الآدمي لتخزين لفترة طويلة بالمنازل، لأن رغيف الخبز من الأشياء النادرة في القريتين لأنهم يضطرون إلى شراء الخبز من مدينة أهناسيا ويصل سعر الرغيف المدعم 25 قرشا بدلا من 5 قروش.

175 للأسطوانة

وبعضهم يشتري الدقيق من السوق السوداء من بني سويف لتبيع خبزا بدائيا على النار مباشرة ولا يعرفون عن التموين أي معلومات لا بطاقة تموينية ولا سلع مدعمة حتى أسطوانات الغاز للقلة القليلة الذين اشتروا بوتوجازا مسطحا يحصلون على الأسطوانات أيضا من بني سويف تصل قيمة الواحدة 50 جنيها وفي أيام الأزمات يصل سعر الأسطوانه 175 جنيها.


ولا تعرف قرية سيدنا موسى من التعليم إلا مدرسة صديقة للفتيات المتسربات من التعليم وبالطبع كل القرية متسربون أما سيدنا الخضر فبها مدرسة للتعليم الأساسي تركها الأطفال بعد أن حولهم المدرسون إلى عمال نظافة للحجرات الدراسية وسعاة لإعداد الشاي لهم ومعهم كل الحق لانعدام الرقابة على مدارس أقرب واحدة منهم للإدارة التعليمية بمركز يوسف الصديق تبعد 50 كيلو مترا ولا تتوافر وسيلة المواصلات لقطع هذه المسافة.
الجريدة الرسمية