رئيس التحرير
عصام كامل

«ساويرس» يناشد رجال الأعمال توجيه تبرعاتهم لخلق فرص عمل جديدة

المهندس نجيب ساويرس
المهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار

طالب رجال الأعمال المهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار رجال الأعمال بتضافر الجهود وتوجيه اهتمامهم وتبرعاتهم لخلق فرص عمل جديدة للشباب خاصة في صعيد مصر.


وتناول في مقال له نشره في جريدة أخبار اليوم تحت عنوان «الصنارة والبطانية.. والفرق الشاسع بينهما» قضية التبرعات، ومبادرة مؤسسة ساويرس لخلق وتوفير 20 ألف فرصة عمل للشباب والمرأة المعيلة وذوي الاحتياجات الخاصة في القرى الأكثر احتياجا بمحافظات الصعيد.

وقال: «كلنا نعرف المثل الصيني الشهير «علمني الصيد ولا تعطني سمكة» لكن معظم المصريين لا يزالون يفضلون توجيه تبرعاتهم وزكاتهم لأعمال الخير المباشرة لأنها في اعتقادهم طريق الثواب الفوري لذلك نرى ملايين البطاطين وكراتين الأكل والملابس توزع على ملايين المهمشين الذين يعيشون تحت خط الفقر في مصر وخاصة في المواسم كرمضان والأعياد.

أشار إلى أن هذا النوع من المساعدات قد يوفر بعض السعادة للأسر الفقيرة ولكنها بالتأكيد مؤقتة ولا تكفل لهم الحياة الكريمة التي يحلمون بها وتجعلهم تابعين ومتكلين دائما على الإعانات فإذا كانت كرتونة الأكل ستطعمهم شهرا فماذا عن بقية العام ومن يضمن لهم بطانية وملابس الشتاء القادم؟».

وأضاف: «لا أعرف بالضبط حجم الأموال التي يتم إنفاقها على كراتين الطعام والبطاطين في ظل ازدياد مساحة الفقر وتصاعد نسبة البطالة ولكني اعتقد انها مليارات كان من الممكن أن يتم تخصيص جزء كبير منها في تمكين الكثير من الأسر المهمشة من توفير مصادر دخل ثابت أو حتى مؤقت لها فثقافة الكرتونة والإعانات لا تليق بشعب عريق كشعب مصر.

ومن المسلم به أن التبرع المباشر بنقود أو طعام أو ملابس مهم جدا لكن في حالات الطوارئ والكوارث كالأعاصير والفيضانات والزلازل والحروب وتكون الإعانات المباشرة مجرد حل مؤقت وخطوة أولى لرفع المعاناة وليست حلا دائما فالإنسان لا يستطيع الاعتماد على الآخرين في تدبير معيشته إلى ما لا نهاية».

وتابع: «ومن ناحية أخرى فإن أهل الخير لن يستطيعوا تبني المحتاجين طوال حياتهم ولكن بإمكانهم تأهيلهم وتمكينهم اقتصاديا من خلال تدريبهم وتوفير مشروعات صغيرة وتحقيق نقلة نوعية في قدرات ومهارات الشباب المصري بصورة تجعلهم قادرينً على تلبية متطلبات سوق العمل حتى يتمكنوا من الحصول على فرص عمل توفر لهم دخلا ثابتا وتسهم في الوقت نفسه في زيادة الناتج المحلي للدولة وترفع عن كاهلها عبئا ثقيلا».

وقال: «وفي هذا الصدد وتماشيا مع هذا المنطق اسمحوا لي أن احكي لكم باختصار عن مبادرة مؤسسة ساويرس لخلق وتوفير 20 ألف فرصة عمل للشباب والمرأة المعيلة وذوي الاحتياجات الخاصة في القرى الأكثر احتياجا بمحافظات الصعيد وهدفي من ذلك هو مناشدة كل رجال الأعمال الذين لديهم جمعيات مشابهة أن يكرروا التجربة فمطلوب توفير 6 ملايين فرصة عمل وليس 20 ألفا ولن نستطيع تحقيق ذلك دون أن تتكاتف الجمعيات الأهلية الكبيرة بإمكانياتها البشرية والمادية لتحقيق هذا الهدف فمرة أخرى لا يليق أن نترك هذا الوضع اللاإنساني ليتفاقم فمصر المستقبل تنتظر مننا أن نبدأ فورا».

وتابع: « أعلنت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية عن مسابقة مؤسسة ساويرس لخلق فرص عمل وقد خصصت المؤسسة 40 مليون جنيه كميزانية تقديرية لخلق 20 ألف فرصة عمل للشباب والمرأة المعيلة وذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظات الصعيد من خلال تمويل وتنفيذ مشروعات تنموية.

وتهدف المسابقة إلى إزكاء روح المنافسة بين جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني بهدف الإسهام في توفير حلول مناسبة لمشكلة البطالة وتحقيق نقلة نوعية في قدرات ومهارات الشباب المصري بصورة تجعله قادرًا على تلبية متطلبات سوق العمل، وقد تقدمت لهذه المسابقة 300 جمعية أهلية فازت منهما 30 جمعية، وتنوعت طبيعة المشروعات الفائزة ما بين مشروعات تدريب من أجل التوظيف والإقراض الصغير وترتكز على أربعة مجالات رئيسية هي التنمية الريفية والزراعية التي كان لها النصيب الأكبر من المشروعات الفائزة وتشمل تقديم تدريبات على إعادة تدوير المخلفات الزراعية كالتدريب على صناعة الأعلاف والكومبوست من تدوير مخلفات ورق الموز والتدريب على صناعة الأخشاب من تدوير مخلفات سيقان الموز وتوفير فرص عمل داخل مصنع ورق بردي بحيث يتم خلق فرص عمل ما قبل المصنع وداخل المصنع وما بعد خروج المنتج من المصنع. وتشمل المشروعات الفائزة أيضا مشروعات لفرز وتعبئة المحاصيل وتربية المواشي والدواجن وتصنيع منتجات الألبان وتقديم خدمات بيطرية ومشروعات في مجال الحرف اليدوية والتراثية وكذلك الأعمال الحرفية والمهنية مثل صيانة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأعمال التشييد والبناء هذا بالإضافة إلى مشروعات في مجال الرعاية الصحية».

وأشار إلى أن «المؤسسة اختارت الصعيد كأولوية لتوفير فرص عمل نظرا لارتفاع معدل الفقر ليصل إلى نسبة 50% ولتواجد 90% من القرى الأكثر فقرا بالصعيد، مرة أخرى اناشد رجال الأعمال الاهتمام والتركيز على تضافر جهودهم وتوجيه اهتمامهم وتبرعاتهم لخلق فرص عمل جديدة وتمكين اخواننا الذين سحقتهم الظروف الصعبة سواء الفقر أو المرض أو الجهل أو كلها مجتمعة من كسب قوت يومهم والعيش بمستوي يليق بآدميتهم ويصون لهم كرامتهم».
الجريدة الرسمية