رئيس التحرير
عصام كامل

مظاهرات حملة الماجستير والدكتوراه..رمضان كل عام !


لا أعرف سر ارتباط مظاهرات حملة الماجستير بشهر رمضان من كل عام؟ أخشى أن تصبح مثل الفوازير أيام نيللى وشيرهان، أو ألف ليلة وليلة الإذاعية مثلما كنا ننتظرها كل عام في طفولتنا، كل عام مظاهرات رمضانية للمطالبة بتعيين الحكومة لهم، وللمرة المائة أرفض هذا المطلب الغريب الذي لا أرى منطقا ولا إلزاما اللهم إلا بتقليد خطأ سابق وتعيين آخرين أثبتت التجربة فشلها وتكرارها، يعنى زيادة الفشل في منظومتنا الحكومية وبدلا من الإصلاح " نزيد الطين بله"، كتبت على صفحتى الخاصة وكالعادة رافضا هذا المطلب وقلت: "للمرة المائة..لا.. لتعيين لحملة الماجستير والدكتوراه، معظمهم حصلوا عليها من كثرة الفراغ ولايحملون خبرات أو رؤية جديدة، وهذا عن تجربة مع من سبق تعيينهم إلا من ندر منهم فيستحق..!


لم أندهش من التأييد الذي جاء كاسحا، ولكن قبل عرض آراء المؤيدين سأذكر رأي المعترضين، وعلى رأسهم د.سحر عيسى قالت: سامحك الله، ليتك عشت معنا أياما بل سنوات طوال من التعب والمعاناة والجهد المادي والمعنوي المعتمد على الذات بدون أي دعم من الجامعة، يا أستاذ أنا كتبت مقالا طويلا عن عذاب الباحث في مصر الذي تعذبه الدولة لمجرد أنه باحث، وصورت صورة الرسوم المفروضة بالقوة وكتب عنها الأستاذ إبراهيم حجازي في الأهرام. أغضبتني وظلمتنا جميعا. سامحك الله. سامحك الله..!

واعترض الأستاذ أشرف إسماعيل المحامى بالنقض قائلا: تجربتك قد تتعارض مع تجارب أخرى ليظل الانتصار للتعلم في عقيدة الشعوب!!

واعترض أيضا الشاعر نشأت المصرى دون إبداء أسباب، وأيضا الصديق والباحث "سيد فيشا" معتبرا أن التعلم ضرورة حتمية..!

أما الذين أيدوا رفضى لتعيين أصحاب الماجستير والدكتوراه فإنهم كثر سأحاول اختيار البعض منهم، قالت د.منى عليوة الأستاذة في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية: للأسف أصبح حملة الدكتوراه والماجستير زى الهم على القلب، ومن غير قيمة علمية حقيقية تساوى الدرجات التي يحصلون عليها!

وفى نفس المجال د.سمر يسرى إحدى المستفيدات من تعيين هذه الفئة مفجرة مفاجأة غير منتظرة قائلة: لا أؤيد التعيين لأسباب كثيرة، أهمها أن المنظومة التعليمية نعترف بفشلها فكيف تخرج لنا حاملى دراسات عليا أكفاء؟ عموما إننى أقبل تقييمي وتقييم كل حاملى تلك الشهادات بشكل دولى لتحديد كفائتنا..سنكتشف الحقائق المذهلة!! وتنهى د.سمر قائلة: لا تنسوا أن محمد مرسي بتاع الحارة المزنوقة كان دكتور..!

وأيد رفضى د.عمر فرج الأستاذ بأكاديمية الفنون والأديب الشاب محمد محمد مستجاب، والباحثة ماجدة برسوم والفنانة إيمان حافظ واللواء حمدى مقلد، والصديقة أميرة الحمرونى وغيرهم كثيرين، وهنا فقط أقول للدكتور سحر عيسى والأستاذ أشرف: في الدول المتقدمة لا أحد يذهب للحصول على الماجستير أو الدكتوراه إلا من خلال ضوابط ومعايير محددة ودقيقة وصارمة، لأن أي بحث لابد أن يرتبط باحتياجات المجتمع ومحاولة رفع مستواه وليس مجرد شهادة للوظيفة أو من أجل حرف الدال..!

والحقيقة أن الباحثة ماجدة برسوم فجرت أمر مهم وقالت: إن الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه قرار شخصي واختيارى لصاحبه دون اتفاق مع الدولة فكيف ألزم الدولة بنتائجه!؟

أعتقد ما أثارته الباحثة ماجدة برسوم في غاية الأهمية، وصحيح منطقيا، والأمر محسوم لو أن الإرادة السياسية حاسمة في اتخاذ قرار قاطعا في هذا الأمر.. وإلا فلننتظر رمضان القادم وتتكرر المظاهرات الرمضانية المطالبة بتعيين حاملة الماجستير والدكتوراه وتصبح إحدى عادات شهر رمضان الكريم..وحاللو ياحاللو..ورمضان كريم ياحاللو!!
الجريدة الرسمية