رئيس التحرير
عصام كامل

رويترز: أوباما لن يقصف قوات «الأسد» رغم اعتراض الخارجية

الرئيس الأمريكى باراك
الرئيس الأمريكى باراك أوباما

 سعت الإدارة الأمريكية، اليوم الجمعة، لاحتواء تداعيات مذكرة داخلية مسربة تنتقد سياستها بشأن سوريا.

 وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، فإن الإدارة لم تظهر أي إشارة على استعدادها للنظر في توجيه ضربات عسكرية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي طالب بها عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين في عريضة.


 وقالت مصادر في وزارة الخارجية إن عدد موقعي العريضة بلغ 51 دبلوماسيًا من المستويات المتوسطة والعليا، وأن عددًا كبيرًا منهم يعمل، أو سبق أن عمل، في الملف السوري.

 وتابعت المصادر إن عدد الدبلوماسيين كان مرشحًا للارتفاع ليصل مائة، لكن الأنباء تسربت قبل أن يتسنى جمع عدد أكبر من الموقعين.

 وأرسل الدبلوماسيون الأمريكيون المتمردون عريضتهم عبر «قناة التمرد»، وهي قناة رسمية سرية تم إنشاؤها في أثناء حرب فيتنام في السبعينيات للسماح للديبلوماسيين بالتعبير عن رفضهم الاستمرار في التورط العسكري الأمريكي هناك، والاعتراض على الدبلوماسية التي كانت ترافق الحرب.

 أما نص العريضة فيستعيد الخطاب الذي أدلى به وزير الخارجية جون كيري أمام لجنة الشئون الخارجية مطلع العام 2012 في جلسة استماع تثبيته في منصبه، يوم قال إن الوسيلة الأفضل للتعامل مع الأسد هي توجيه ضربة عسكرية إليه ودعم معارضيه عسكريًا "حتى يقرأ الأسد الكتابة على الحائط ويدرك أن الحسم العسكري لصالحة مستحيل، وأن بقاءه في الحكم مستحيل كذلك، وأن السبيل الوحيد المفتوح أمامه هو الخروج من السلطة".

 كذلك، استعادت المذكرة ما دأب على قوله "أبطال حرب العراق" العسكريون، من أمثال الجنرال السابق دايفيد بترايوس، والدبلوماسيون مثل السفير السابق في سوريا، والذي سبق أن عمل في العراق كذلك، روبرت فورد، ويعتقد هؤلاء أن السبيل الوحيد لتثبيت الوضع في العراق وسوريا يقضي بإعادة التوازن بين السنة والشيعة في البلدين، مع ما يقتضي ذلك من تواصل أمريكي عسكري وسياسي مع عشائر السنة غرب العراق وفي عموم سوريا.

 ويعتقد جنرالات العراق ودبلوماسيو سوريا من الأمريكيين أن من شأن إعادة الوزن إلى المقاتلين السنة تحويلهم إلى حلفاء، وأن تقويتهم من شأنها أن تساهم في القضاء على تنظيم «داعش»، وفي الوقت نفسه تحقيق توازن عسكري مع الأسد يقنعه أن الحسم لصالحه مستحيل.

 واعتبرت المذكرة أن استمرار «داعش» وتوسع نطاق عملياته حول العالم سببه تعذر القضاء عليه، وذلك بسبب غياب العنصر السني المطلوب للقيام بهذه المهمة.

 كذلك ورد في المذكرة انتقادات واسعة للبراميل المتفجرة التي ترميها مروحيات الأسد فوق مناطق المعارضة السورية، ومنع الأسد دخول شحنات المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، كما حمَّلت العريضة أوباما مسئولية أخلاقية تجاه الوضع الإنساني المتدهور في سوريا.
الجريدة الرسمية