بالفيديو.. «أم عزة».. مواجهة الحياة بـ«بخة ومكوة رجل»
محل صغير ذو أبواب خشبية متآكلة، تكسوه الأتربة، وتحيطه الأبراج الشاهقة التي انتشرت بمنطقة شبرا الخيمة خلال العقدين الماضيين.
المشهد للوهلة الأولى يمنح إحساس أن المكان مهجور لكن التفاصيل المتوارية خلفه تشير إلى عكس ذلك، وتثبت إنه مكان يحمل الكثير والكثير من الأسرار المتمثل في «ام عزة» المرأة التي اختارت أن تكون «مكوجي رجل».
و«المكوة الرجل» هي أحد المهن التي عرفتها مصر خلال العقود الماضية لكنها بدأت بالاندثار في مطلع ثمانينات القرن الماضي بعد أن حلت بدلًا منها وسائل أكثر تكنوليجية.
«أم عزة» تقول في بداية حديثها لـ«فيتو» إنها ورثت تلك المهنة عن اباها الذي تعلمت منه أصول المهنة، وكان زوجها ايضًا يعمل في النفس المهنة، وفي أوقات الزحام كانت تشاركه في العمل وهو سبب شهرتها باسم «ام عزة مكوجية الرجل».
تكمل المرأة الخمسينية حديثها بأنها ظلت هكذا في مساعدة زوجها حتى عام 2013 حين توفى زوجها وأصبح العمل هو ضرورة حياتية لتستطيع كسب قوت يومها ومساعدة ابنتها الوحيدة المتزوجة من سائق ويعانون من مشكلات مادية واستمرار.
أما عن أحوال المهنة بين الأمس واليوم، تقول إن المهنة تغيرت كثيرًا، ففي الماضي كانت مهنة مجدية ولها عائد مائد قوي أما الآن ومع ارتفاع الأسعار اصبح لا يعين على إقامة بيت فكي القميص أو البنطلون يتكلف 2 جنيه، وهو ما دفعها إلى بيع المياه الغازية كوسيلة لزيادة مكسبها اليومي.
لم تكن الحياة الهادئة فالأم الخمسينية تقابل مشكلات سد الإيجار بعد أن قام صاحب البيت دعوة لسد الإيجار المتأخر، مما دفعها إلى سداد 3 آلاف جنيه دفعة واحدة بعد بيع ذهب ابنتها.
لا آمال لدى أم عزة، فحسب قولها «إديني قاعدة قدام الدكان مع الناس هنا في الهواء كده أحسن».