مدير أكاديمية برشلونة: أحضرت عرض احتراف لشيكابالا فأرسل لى مسئولو الزمالك سيديهات أغاني

هو أحد الظواهر التدريبية المصرية المفقودة في أوروبا والتي لا يراها الإعلام المصري.. واجهة مشرفة بأكبر أندية العالم «برشلونة الإسباني»، إلا أنه تطبيقا لمقولة «لا كرامة لنبي في وطنه» لم يلق التقدير من قبل المسؤلين عن الرياضة وكرة القدم في مصر.
إنه الدكتور كرم البنا، المدير الفني لأكاديمية نادي برشلونة، الذي حل ضيفا على صالون «فيتو»، ليسرد إنجازاته في عالم الساحرة المستديرة والتي أهلته لقيادة قطاع الناشئين بأحد أكبر أندية العالم، وشعوره تجاه تجاهله في بلده مصر، ورؤيته لمستقبل الرياضة وكرة القدم المصرية.

*في البداية.. حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم؟
ولدت في محافظة كفر الشيخ وتحديدًا بمدينة بلطيم، قبل أن أبدأ حياتي مع الرياضة وكرة القدم في ناشئي الزمالك ثم الأهلي لأنتقل لزعيم الثغر بالإسكندرية وبعدها أسافر إلى إسبانيا، لعبت بفريق ليثيرا وهو نادي درجة ثانية في إسبانيا وصعدت به إلى الدوري الممتاز في موسم 1995 / 1996 لأودع الملاعب واتجه إلى التدريب وأحصل على رخصة تدريبية من الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لأصبح العربي الوحيد الذي حصل على الرخصة.

*ما رأيك فيما يشهده مؤخرا الإعلام الرياضي وخاصة أزمة شوبير وأحمد الطيب؟
لا بد أن نعترف أن الإعلام سلاح في قمة الخطورة، ما حدث بين الإعلامي أحمد شوبير والمعلق أحمد الطيب أمر مخزي وعار على الإعلامي الرياضي في مصر، وتوقعت حدوث مثل تلك التصرفات مسبقا بسبب المشاحنات التي نشهدها في الوسط الإعلامي منذ فترة بعيدة، وحسنا فعل مسئولو ماسبيرو بإيقافه عن الظهور في البرامج المسموعة والمرئية بالتليفزيون المصري.

*وهل عقاب اتحاد الإذاعة والتليفزيون رادع؟
أصعب شىء على الإعلامي منعه من التواصل والظهور على الشاشة.

*إلى أين تسير الرياضة المصرية؟
مصر تسير من سيئ لأسوأ على المستوى الرياضي، ولا تنسوا أنني كنت الوحيد في آخر مرة فزنا فيها بكأس الأمم الأفريقية 2010 حيث قلت ؛إن فوز مصر ببطولة الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية كارثة على الكرة المصرية، لأنها جاءت بدون تخطيط والسبب الرئيسي في هذا الفوز هو وجود 3 أجيال متكاملة من الموهوبين في المنتخب في تلك الفترة، جيل الناشئين الذي يضم عماد متعب وحسني عبد ربه وأحمد فتحي وعمرو زكي وجيل الوسط الذي يضم حسام غالي ومحمد شوقي ومحمد زيدان وجيل الكبار أصحاب الخبرات الذي يضم محمد أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة وعصام الحضري، والتأهل لأمم أفريقيا 2017 بالجابون خادع، لأن الفريق لم يقدم مستوى جيدا ويحتاج كثير من الجهد قبل خوض تصفيات مونديال روسيا 2018.

*وما الفارق بين الكرة المصرية والأوروبية حاليا؟
الفارق هو غياب التخطيط، في أوروبا يفهمون كيف يخططون للفرق بشكل جيد، أما في مصر فكل الأمور تسير بشكل عشوائي، ولكم أن تعلموا أن الأهلي خاطبه بعد رحيل مانويل جوزيه لتولي تدريب أنجولا عام 2007 من أجل ترشيح مدرب، ليقوم وقتها بترشيح الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني الحالي لأتليتيكو مدريد وواحد من أفضل مدربي العام حاليا على مسئولي الأهلي، ليترددوا في التعاقد معه ثم يتمسكوا بأن يأتي بمفرده دون جهازه المعاون وهو ما رفضه الأرجنتيني، وتضيع على الفريق الأحمر فرصة تولي سيميوني تدريبه، وقال لي هادي خشبة وقتها إنه ليس بالاسم الكبير.

*وكيف ترى أزمة كرة القدم المصرية؟
الأزمة في مصر أننا لا نهتم بالقاعدة، ولا يتولى إدارتها المتخصصون في مجال كرة القدم الذين يستطيعون التعامل مع الناشئين منذ سن مبكر.

*وما رأيك في انتشار ظاهرة الأكاديميات للفرق الأوروبية في مصر؟
الأكاديميات عملية نصب كبيرة، خاصة أن الأندية الكبيرة في أوروبا لا تحتاج إلى دعاية من أجل إنشاء أكاديمية لها في بلد أخرى، ولا يوجد تخصص لهم في مجال الناشئين، وأعتقد أنها مجرد "سبوبة" يقوم بها البعض باستغلال أسماء الفرق الأوروبية لجذب الشباب الصغار إليهم.

*وما تقييمك للفارق بين اللاعب المصري والإسباني؟
في الحقيقة أنا دائما أقول إن اللاعب المصري أكثر مهارة من نظيره الإسباني، وقمت بتجربة منذ فترة وأحضرت لاعبين مصريين صغار إلى إسبانيا وقاموا بمواجهة فريق برشلونة في نفس الفئة العمرية وخسر اللاعبون المصريون 4-1، ووضعت اللاعبين في نظام معين في النوم والأكل والحمل التدريبي، ولعبت معهم 8 مباريات ودية، قبل أن أواجه برشلونة مرة أخرى ليفوز الفريق المصري 4-1.

*ولماذا لم يستفد منك اتحاد الكرة رغم إمكانياتك وعلاقاتك مع الفرق الأوروبية؟
منتخب الناشئين الذي كان يضم محمد صلاح ومحمد النني وقت تأهله لكأس العالم، لم يستطيعوا تنظيم مباراة ودية وبرنامجا فنيا طوال 45 يوما، ليتصل بي الكابتن سمير زاهر، ويطلب مني إعداد برنامج إعداد للمنتخب، وخلال 48 ساعة أحصل على موافقات بمواجهة البرتغال في مباراتين، وكولومبيا مباراتين، وكوستاريكا مباراتين، بالإضافة لإرسال بعض وكلاء لاعبين متخصصين لتقييم أهم اللاعبين خلال معسكر البرتغال، وكل اللاعبين الذين احترفوا في البرتغال واحتراف «النني» و«صلاح» بفضل هذا المعسكر، ليصدر قرار بأن أكون مشرفا فنيا للمنتخب، لأتعرض لمؤامرة من أحد الأشخاص الذي أرسل خطابا للمهندس حسن صقر وزير الرياضة بأن كرم البنا يجمع بين العمل في الاتحاد المصري والاتحاد الإسباني، وهو حق يراد به باطل.

*وماذا عن وساطتك لاحتراف شيكابالا سابقا؟
كان شيكابالا يكلف الزمالك الملايين، وجلبت له عرض احتراف في فالنسيا الإسباني، لتحدث مؤامرة من مسئولي القلعة البيضاء، وأتفاجأ بأن السيديهات المرسلة لمباريات اللاعب تحتوي على أغاني وموسيقى فقط وهو ما وضعني في موقف محرج للغاية، ويشهد على ذلك طارق غنيم نائب رئيس الزمالك وقتها.

*هل ممكن الطريق يمهد للنني وصلاح للعب في برشلونة أو ريـال مدريد؟
الصدفة لعبت دورا في أن يلعب النني للأرسنال وصلاح في روما، ولولا أن بازل واجه تشيلسي مرتين وفي المرتين يسجل صلاح ما كان من الممكن انتقال صلاح للبلوز، ولا أتوقع نجاحا كبيرا بالنسبة لمحمد النني، ونجاح محمد صلاح مرتبط بتطوير مستواه لأنه يلعب بأسلوب نمطي ويعتمد على سرعته فقط.

*ولماذا توقعت فشل النني؟
النني يغلب عليه الطابع الدفاعي وغير متطور في مستواه، بالإضافة لتباين تصريحاته بين وجوده في بازل والمقاولون وبين لعبه في الأرسنال لأجد الغرور في تصريحاته، وهو ما يجعلني متأكدا أنه لن يكمل أوروبيا.

*ولماذا طلبت مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
لم أطلب مقابلة الرئيس من فراغ، حيث أعددت مشروعين للارتقاء بالرياضة المصرية بشكل كامل، حيث يتضمن المشروع الأول تطوير الكرة المصرية كنموذج لتطوير الرياضة المصرية، وإعداد جميع المنتخبات الوطنية وربطهم في برنامج واحد مع المنتخب الأول، فيما يتضمن المشروع الثاني استثمار رياضي من خلال أن كل دولار ستنفقه الدولة في إنشاء البنية التحتية وإعداد اللاعبين سيجني 200 دولار، وسبق أن خاطبت الرئاسة من خلال «فيتو» وتواصلت مع مستشاري الرئيس إلا أنهم للأسف يتجاهلون الأمر وكأنهم لا يعلمون قيمة الرياضة في حياة الشعوب حاليا.

*وما رأيك في استقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة؟
الجميع يعلم أن هذا المجلس فشل فشلا ذريعا في قيادة الكرة المصرية، ولي تساؤل هنا حول ترشح هاني أبو ريدة لرئاسة الجبلاية في الانتخابات المقبلة، رغم أنه من كان يدير الاتحاد طوال السنوات الماضية، فهل من فشل هذا الفشل الذريع يحق له الترشح لقيادة سفينة الكرة المصرية، وأوجه لأبو ريدة سؤالا حول ما قدمه للرياضة والكرة المصرية من عضويته للمكتب التنفيذي للاتحادين الأفريقي والدولي.

*وماذا عن دور وزير الشباب والرياضة في قيادة الرياضة المصرية خلال الفترة الماضية؟
تساؤلي في هذا الأمر أوجهه لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، حول علاقة المؤهل الحاصل عليه الوزير ودراسته الهندسة بالرياضة والشباب، ولك أن تعلم أن مشروع الملاعب الذي يتبناه الوزير والعدد الكبير من الملاعب الذي أنشئ في الفترة الماضية، لن تتحمل لأنها لن تقام بالمواصفات القياسية، ولدي ملعب في أكاديمية برشلونة لم يتجدد منذ 14 عاما وما زال بحالة جيدة، والمفاجأة الخطيرة أن تلك الملاعب تسبب أمراضا خبيثة للشباب لاحتوائها على مواد مسرطنة في حال تعرض أي من اللاعبين لجروح عليها.

*ولكن المنشآت الرياضية شهددت طفرة وآخرها المركز الأوليمبي ومركز شباب الجزيرة؟
المركز الأوليمبي كارثة على الرياضة المصرية لأن أعمال تطويره اقتربت من نصف مليار جنيه، وهو مبلغ كفيل بإقامة منشآت جديدة وقرية أوليمبية جديدة وليس أعمال ترميم وتطوير، ولا بد أن يحاسب المسئول عن إهدار أموال الدولة بهذه الطريقة.

*في رأيك، لماذا استقال الدكتور أشرف صبحي مساعد وزير الرياضة؟
استقالة الدكتور أشرف صبحي لا تعفيه من المسئولية في المشاركة في الكوارث التي حدثت خلال الفترة الأخيرة، واستقالته ذكاء كبير منه لأنه يعلم كمية الفساد الموجودة ويعلم أن المركب اقتربت من الغرق.

*وهل مصر لا تمتلك المقومات لاستضافة نجوم عالميين في مصر لتنشيط السياحة؟
من قال ذلك، مصر تمتلك كل الإمكانيات لاستضافة النجوم العالميين ولك أن تعلم أننى من تدخل لاستضافة برشلونة في مصر خلال ودية المئوية للنادي الأهلي، وجاء برشلونة بكامل نجومه وقتها ليونيل ميسي ورونالدينهو وديكو، ونجهز حاليا لإقامة مباراة بين نجوم أفريقيا ومنتخب العرب لأول مرة في مصر، ونسعى حاليا لإنهاء الموافقات قبل الإعلان عن التفاصيل.

*وما رأيك في الأزمة الأخيرة لحسام غالي مع مدرب المنتخب أسامة نبيه؟
فارق كبير بين التعامل مع النجوم في مصر وبين الدول الأوروبية، حيث شهد كأس العالم في إسبانيا عام 1982، خروج باولو روسي نجم إيطاليا من السجن قبل المونديال بشهر واحد من أجل المشاركة مع المنتخب الإيطالي، ونحن نخرج أفضل لاعب خط وسط في مصر وصاحب الخبرات الكبيرة من التشكيلة إرضاء للمدرب بسبب سوء تفاهم بينهما، وكان من الممكن أن تحل تلك المشكلة، لدينا لاعبون يصنعون مدربين ولا نمتلك مدربين يصنعون لاعبين.

*وماذا عن الصعود لكأس الأمم الأفريقية بعد غياب؟
صعدنا ولم نكن الأفضل والدليل مباراتي نيجيريا والتوفيق الذي لازم منتخبنا في المباراتين، حيث سجلنا في مباراة برج العرب من فرصة وحيدة فيما تصدت العارض والقائم لكرتين خطيرتين من نيجيريا، ولا بد من الاستعداد الجيد ونحتاج الكثير من العمل قبل انطلاق الماراثون الأفريقي.

*ليستر سيتي حقق مفاجأة كبرى بالفوز بالدوري الإنجليزي.. ما رأيك؟
ليستر سيتي وفوزه بالدوري الإنجليزي بالإضافة لتتويج رياض محرز الجزائري بجائزة أفضل لاعب، يثبت أن الرياضة وكرة القدم أصبحت علمت، وهذا النادي بأقل الإمكانيات حقق المعجزة.

*وماذا عن تولي مارتن يول تدريب النادي الأهلي؟
مارتن يول مدرب لديه خبرات كبيرة إلا أنه قبل تدريب الأهلي كان عاطلا وقتها ولا يمتلك عملا.

*رمضان صبحي ظاهرة جديدة في الكرة المصرية.. ما رأيك في مستواه؟
رمضان صبحي لاعب ممتاز جدا ويمتلك إمكانيات عالية بالإضافة لأنه لاعب متطور ويرتفع مستواه بالتدريج، وأعتقد أن عليه أن يبحث عن عرض احتراف أوروبي حاليا، لأن لو لم يحترف في الوقت الحالي سيضيع على نفسه فرصة ذهبية.

*كيف ترى دور لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب في الفترة المقبلة؟
نحن أمام واقعة غريبة فاللجنة المسئولة عن مراقبة وزير الرياضة برئاسة فرج عامر رئيس نادي سموحة وسحر الهواري عضو مجلس الجبلاية، الوزير مسئول عن مراقبتهم في أنديتهم واتحاداتهم، وهي أزمة تضارب مصالح كبيرة.

*في النهاية ماذا تتمنى؟
أتمنى مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعرض بعض الأمور الخاصة بتطوير الرياضة المصرية، وأمتلك خطة كاملة للارتقاء بكرة القدم المصرية.