معنى إعلان الحكومة عن مناقصة عالمية لتأهيل مصانع الحديد!
فاجأنا الوزير طارق قابيل، وزير الصناعة، أمس ولم يفاجئنا في الوقت نفسه.. لم يفاجئنا عندما أعلن عن سعي الدولة المصرية لإعادة تأهيل مصانع الحديد والصلب العملاقة بحلوان ولكنه فاجأنا بفكرة الإعلان عن مناقصة عالمية لتستقر على إحدى الشركات الكبرى لتتولى تأهيل المصنع بعد إهمال طويل..
قابيل قال إن المصنع بني في الستينيات في فترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر، وكان ثمرة للعلاقات القوية مع الاتحاد السوفيتي أو روسيا حاليًا، لكن المدهش إنه قال التصريح أثناء حضوره جلسة المباحثات الثنائية التي عقدها صباح أمس مع أليكسى أوليكاييف، وزيــر التنميـة الاقتصـادية الـروسـى، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات الدورة الـ 20 للمنتدى الاقتصادى الدولى المنعقد بمدينة "سان بطرسبرج" وهي من أكبر مدن روسيا، والمؤتمر من أهم المؤتمرات الاقتصادية، حيث أضاف أن شركات من عدة دول أهما شركات روسية وإيطالية وصينية ويابانية تسعى للحصول على المناقصة ورغم أن ذلك يؤكد ما قلناه مرارًا من صدق وجدية توجهات السيسي والحكومة في استرجاع مجد الصناعة المصرية وخصوصًا الاستراتيجي منها فإنه ربما -وهذا ما نخشاه- يعكس وجود تباين في وجهات النظر في بعض الملفات بيننا وبين روسيا ومن المؤكد أنها لا ترقى إلى حد الخلاف، لكن علينا من الآن أن نحمي هذه العلاقات وننميها..
فبينما يطلب الرئيس السيسي من وزير الكهرباء سرعة إنجاز ملف محطة الضبعة إلا أن الرد الروسي جاء على لسان سفيرها في القاهرة الذي أكد سعي بلاده إلى "سرعة عودة السياحة الروسية إلى مصر"، وهو ما يعكس رغبة روسية في تنمية التعاون، ولذلك فالانتقال من الإعلان أن روسيا "ستعيد تأهيل مصانع الستينيات" إلى الإعلان عن "مناقصة عالمية لتأهيل الحديد والصلب" قد يكون مناورة مصرية ذكية للحصول على أفضل المكاسب لكن نخشى أيضًا أن يكون الأمر ليس إلا رؤية وزير بعيدًا عن الدولة والحكومة، وهو ما قد يهدد جهودًا أخرى تبذلها وزارات أخرى بدأها الرئيس السيسي نفسه عندما كان وزيرًا للدفاع وأنجز فيها خطوات غاية في الأهمية.