أزمات تضرب التنظيم الدولي لـ«الإخوان» في مقتل.. صراع القيادات يفجر أزمة في صفوف الجماعة بمصر.. أعضاء الإرهابية بالأردن والسودان يعلنون العصيان المبكر.. و«توصيات الغنوشي» أحدثت خلاف
تعانى جماعة الإخوان، الحركة الأم للإسلام السياسي في مصر والعالم العربي العديد، من الاضطرابات التي أثرت فى لحمتها وتماسكها الهيكلي والتنظيمي، إذ ضربت الانشقاقات العمود الفقري للجماعة وبدا التفتت والانصهار بعيدا عن الفكر الإخوانى سبيلا للاستمرار في الحياة العامة، ومع حلول الربيع العربي بدأ التيار الإسلامي مرحلة جديدة من تاريخه إذ فتحت أبواب السلطة له، إلا أن الأخطاء المكررة أسهمت في انفضاض جموع المواطنين من حولها وانحصار شعبيته، وبدأت حركات تابعة لجماعة الإخوان في مصر في الإعلان عن انشقاقها وابتعادها عن منهجها واختيار منهج أكثر سلمية، بداية من تونس مرورًا بالأردن والسودان وأخيرا في معقل الجماعة الأم مصر.
إخوان مصر
تعيش جماعة الإخوان في مصر تبعا لمراقبون آخر أيامها، إذ يصيبها العطن في كل حلقاتها، بجانب تهلهل هيكله التنظيمي الذي تميزت به على مر السنوات، فضلا عن الصراع الذي بدأ مكتومًا ثم ما لبث أن تحول لصراخ يسمعه الأصم، بين القيادات التاريخية للجماعة "الصقور" والقيادات الشابة للجماعة "الحمام".
وأعلن الشباب انقلابهم على الجماعة الأم، وتلاها إعلان عدد من المكاتب الإدارية انفصالها عن اللجنة الأدارية العليا للجماعة، وأعقبه إعلان المسئول عن رئاسة اللجنة الإدارية وعضو مكتب الإرشاد محمد كمال عن انسحابه من العمل التنفيذي والمطالبة بعقد انتخابات داخلية جديدة، لتستمر الأزمات المتلاحقة تضرب الجماعة في معقلها مصر.
إخوان السودان
عقد مجلس شورى الإخوان بالسودان في جلسة طارئة، ردا على بيان المراقب العام السابق الشيخ على جاويش الذي أصدره أول أيام رمضان، والذي عطل بموجبه المكتب التنفيذي ومجلس الشورى والمؤتمر العام المقرر سلفًا من أجهزة الجماعة ما يعد خرقًا للقانون الأساسي للجماعة، وعلى إثره صدر عدد من القرارات على رأسها، إعفاء الشيخ على محمد أحمد جاويش من منصب المراقب العام، وانتخاب الشيخ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم مراقبًا عامًا مكلفًا حتى قيام المؤتمر العام للجماعة، فضلا عن استكمال المكتب التنفيذي للجماعة، بجانب تأجيل قيام المؤتمر العام لينعقد بعد عيد الأضحى.
وأفاد البيان الصادر عن مجلس الشورى، تولي المراقب العام الشيخ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم البيعة من أعضاء مجلس الشورى يتقدمهم صادق عبد الله عبد الماجد.
إخوان الأردن
عانت الجماعة في الأردن من عدة اضطرابات ومشكلات منذ مارس العام الماضي، وانشق على إثرها عدد من القيادات التاريخية وعدد من الأعضاء الآخرين ودشنوا جمعية جديدة تحت اسم "جمعية الإخوان المسلمين"، وحصلوا على ترخيص رسمي من السلطات الأردنية، معتبرين أن تلك الخطوة جاءت لتصحيح المسار بفك ارتباط الجماعة في الأردن بالفرع الرئيس بمصر وأنها تصوب الوضع القانوني للجماعة.
وبالفعل في أبريل الماضي أغلقت قوات الأمن الأردنية مقر جماعة الإخوان في العاصمة عمّان ومدينة جرش بالشمع الأحمر، بدعوى أنها غير مرخصة.
إخوان تونس
أثارت رسالة لراشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية، وجهها إلى قيادات التنظيم الدولى للإخوان، ونشرتها مواقع تابعة للإخوان، خلال الساعات الماضية، جدلا واسعا داخل الجماعة وقياداتها، بعدما أعلن أنه اقترب من الانفصال الكامل عن التنظيم، فيما أصدر المكتب الإعلامي بيانا نفى فيه ذلك.
وتضمنت رسالة الغنوشى تأكيده أن إخوان مصر وسوريا واليمن لم يسمعوا نصائحه، وأنه يرفض سياساتهم في المنطقة ولن يسمح لتونس أن تصبح مثل العراق وسوريا، وقالت رسالة الغنوشى التي وجهها إلى قيادات الإخوان في إسطنبول خلال انعقاد مؤتمر "شكرا تركيا": "لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضورى ولكننى أرى يوما بعد يوم أن لحظة الافتراق بينى وبينكم قد اقتربت، أنا مسلم تونسى، تونس هي وطنى، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأى كان أن يجردنى من تونسيتى، لن أقبل أي عدوانا على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة، أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتى هي الأعلى والأهم".
