رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال القوات الجوية: عبرت بطائرتي للنصر بعد زفافي بأسبوع

فيتو

ما زالت أسرار حرب تحرير سيناء تضفي بضلالها على أجيال لم تشاهد هذا النصر العظيم ولديهم شغف لمعرفة قصص لأبطال حقيقيين ضحوا من أجل مصر هؤلاء الأبطال الذين تحدوا الهزيمة وواصلوا الليل بالنهار لتحقيق النصر على العدو الإسرائيلي المحتل.

يروي البطل طيار حسين القفاص أحد أبطال السرب 62 قاذفات ميج 17 في حرب أكتوبر 73، والحاصل على وسام نجمة الشرف العسكرية أنه جاءه استدعاء بعد أسبوع واحد من حفل زفافه فعاد إلى جبهة القتال مستعدا لعرس جديد وهو معركة التحرير.

ويستطرد القفاص قائلا "كان زفافي قبل الحرب بأسبوع واحد ضمن خطة التمويه الإستراتيجية، فقد كنت من الطيارين الرئيسيين بمطار الصالحية الحربي في منطقة الضفة الشرقية، ورغم ذلك استجبت للأوامر وحصلت على إجازة دون أن أعرف أن الحرب وشيكة، وقبل الحرب بيوم كلمت الشهيد البطل عاطف السادات وكان زميلي بنفس السرية وسألته: "هو أخوك ده ناوي على إيه؟ إحنا مش هنخلص بقى؟"، كنت متشوقا مثل كل زملائي لخوض معركة العبور وتحرير سيناء لم أكن أعرف أن صديقي عاطف سيكون من أوائل الشهداء في الطلعة الأولى المشكلة من 220 طائرة".

ويوم السادس من أكتوبر تمكنت أنا وباقي أبطال السرب تحقيق 90% من الأهداف المطلوبة، الأمر الذي أبهر القيادات كلها، لكون سلاح الطيران كان مشكلا وقتها من طائرات قديمة بالمقارنة بسلاح الطيران الإسرائيلي، المكون من أحدث ما أنتجته العسكرية الأمريكية والأوروبية.

وأضاف القفاص أنه في إحدى طلعاته في منتصف المعركة، كان محلقا لتنفيذ التغطية الجوية لكتيبة مشاة،و قال: واضطررت لدخول مناورة مع طائرات إسرائيلية كان علي أنا وزملائي في التشكيل أن نقصف إحدى القواعد الإسرائلية من مدى قريب، بعد تنفيذ المهمة فوجئت أنني غير قادر على رؤية المدى، ولم أعد أرى سوى مسيرة الطائرة فحسب، فاتصلت بالقيادة، وعادت إليه الأوامر بإخلاء الطائرة والقفز منها، لكنني أصررت على مخالفة الأوامر واتخذ اتجاه مطار الصالحية عائدا وأنا فاقد للرؤية.

ويفسر القفاص مخالفته للأمر قائلا: "كان صعبان عليا الطيارة، فأنا أعرف أن عدد طائراتنا قليل، وكنا قد فقدنا بعض الطائرات بالفعل خلال أيام الحرب الأولى، ويعد اتخاذ قرار ترك طائرة لإنقاذ حياة الطيار وقتها تضحية كبيرة، لهذا أردت العودة بالطائرة وإصلاحها حتى لا يفقد سلاح الطيران احدي مقاتلاته".

نجح البطل بالهبوط بالطائرة وسط تهليل واستقبال حافل من الزملاء، وطلب مني القائد النظر للطائرة التي هبطت بها لتوه، فوجدتها قد تعرضت للانصهار الكامل مما جعل من هبوطي بها سالما وبهذه الكفاءة معجزة حقيقية.

ولهذا السبب البطولي حصلت على وسام نجمة الشرف.
الجريدة الرسمية