رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر يفضح الداعمين للإلحاد في مصر.. الطيب: مؤسسات تستقطب الشباب بـ«الفلوس» لتشويه صورة الإسلام.. يحذر: محاولاتهم لاغتيال أبنائنا «ستفشل».. الأزهر مسئول عن انتشار الظاهرة.. وا

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

كشف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عواقب الإلحاد الذي انتشر في المجتمع المصري كالنار في الهشيم، خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا تنوع أسبابه وألوانه، مشيرًا إلى حرب الأديان وخاصة الإسلام على هذه الظاهرة البغيضة التي تغتال أفكار الشباب، وتكسر شوكة المجتمعات.


إلحاد الثامن عشر
قال الدكتور أحمد الطيب، إنَّ الإلحاد في القرنِ الثامنَ عشرَ، وهو القرن الذي نشأ فيه الإلحاد، كان يعرض نظرياته بشيءٍ من الأدب وشيءٍ من احترام المؤمن، بخلاف الإلحاد المعاصر الذي تبجَّح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأعلن حربًا على الأديان وخاصةً على الإسلام، مع أن هناك تشابها كبيرًا بين الأسباب التي بعثت الإلحاد في القرن الثامن عشر والإلحاد الجديد، وفي اليوم التالي لهذه الأحداث، بدأ بعضٌ من كبار الملحدين يؤلف كتابا يدعو فيه إلى الإلحاد بل إن مسلمة شرقية في هولندا حين استقطبها الإلحاد ألفت كتابا تحت عنوان (حق الإهانة) إهانة الإسلام ونبيه.

الداعمون للإلحاد
وأضاف في حلقة من برنامجه (الإمام الطيب)، الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري وقنوات سي بي سي إكسترا، وإم بي سي مصر، وتليفزيون أبوظبي وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أن هناك شركات ومؤسسات تدعم الاتجاه الإلحادي الجديد وتمده بالأموال وتطبع أبحاث الملحدين وكتبهم، ومن هنا ظهر إلحاد له أنياب وأظافر ومخالب يتسلط على الأديان وعلى الإسلام بالذات، وأصبح له مراكز وبرامج ومناهج ومفكرون ومواقع إلكترونية وأفلام وثائقية تنتج على أعلى مستوى، حتى أفلام للأطفال؛ لنشر الإلحاد والتبشير به في العالم كله، كما أصبح له لافتات تُعلَّق في الشوارع وفي الميادين وعلى وسائل المواصلات تدعو إلى أن العالم بدون أديان أفضل ألف مرة من العالم الذي يوجد فيه أي دين من الأديان.

أسباب الانتشار
وأشار الإمام الأكبر إلى أن أحد الأسباب الرئيسة لانتشار ظاهرة الإلحاد أن الشباب المسلم ليس على خلفية فكرية علمية إسلامية تُمكِّنه من تقييم ما يُقال، وخاصةً لو قيل هذا الكلام بلغة ميسرة للشباب، وراءها علماء نفس وعلماء تربية، ومؤسسات لها اعتمادات مالية ضخمة، لا تقل أهمية عن مؤسسات صنع الأسلحة في الغرب، ولا تقل شأنًا عن مؤسسات صنع الأدوية هناك، موضحًا أن الشباب المسلم لا توجد لديه مناعة علمية ولا مناعة ثقافية؛ لأنه لا يقرأ ويستسهل الحصول على المعلومات والمعارف من المصادر السطحية، وبالتالي إذا ألحد فإنه يلحد عن اقتناع زائف، مضيفًا أن الشباب المسلم في الشرق للأسف الشديد ليس مسلحًا بالعلم والمعرفة الآن، والعلم الصحيح والمعرفة الصحيحة هما حائطا الصد المنيع الذي يمكن أن يقف في وجه هذا التيار الإلحادي الذي بدأ ينهمر علينا من كل حدب وصوب.

إهمال التراق
كما أشار فضيلته إلى أن التجديد لا يعني إهمال القديم (التراث)، بل بالعكس التجديد يعني إحياء القديم؛ لأن تراثنا الإسلامي فيه جرعة علمية فلسفية ثقافية رائعة، لا يجب إهمالها وتبديدها وتشكيل العقول بعيدا عن رحابها العقلي، حيث كان لهذا التراث المعمق فضل عليَّ بعد الله تعالى في معرفة الفكرة الزائفة أو غير الزائفة، كما أن هذا التراث الذي تربينا عليه هو الذي علمنا أن أول واجب على المكلف النظر في معرفة الله تعالى.

الحل
واختتم الإمام الأكبر حديثه برسالة للمجتمع من أجل الحَدِّ من انتشار ظاهرة الإلحاد، خاصة الشباب، فقال: لا حَلَّ إلا نشر العلم الصحيح عن طريق التعليم في المدارس أو الأزهر أو الجامعات، ولا بد أن يكون هناك مقرر جامعي لمادة علمية فلسفية تحمي ثقافة هذا المجتمع وأصوله الروحية والدينية، وفي الحقيقة هذا النوع من التثقيف غائب عن التلميذ في الابتدائي وفي الإعدادي وفي الثانوي وفي الجامعة، وللأسف الشديد لا نجد أحدًا من المسئولين عن الثقافة وعن التثقيف وعن التعليم يضع في حسبانه أن الحملة الإلحادية الحديثة هي ضمن خطة تستهدف إضعاف الشرق الإسلامي، ومن ثَمَّ لا بد أن يكون هناك علم، ولا بد أن تكون هناك فلسفة، وأن يكون هناك تدريس عميق لتراثنا العقلي والنقلي ليكون صمام أمان للشباب من الإلحاد، كما أنه لا بد من الحوار مع الملحدين.

الجريدة الرسمية