رئيس التحرير
عصام كامل

الفساد الحكيم


إنَّ الأوضاع فِى تِلك الآوِنة نجِدُها ثائرة على مُختلف المجالات بين كفتِى ميزان قد فقد الهوية العُظمى له ولم يُدرك المارون أنَّ التوازُن يومًا ما سيأن ويختل باحِثًا عَن مَصدر حكيم ليتعرف عليه فيُحقق التوازُن المنشود على الأوضاع باعثًا فِى النفس الهيبة والبهاء مُقدمًا نموذجًا قديرًا يُأبَه لهُ ويُزيل ذاك الخلل الذِى يهتِك الجِسم، وما حوى مِن أواصِله ويُصيبُ أي نِظام بِترهُلات وانفلات مُستقبلِى لا تدوم قط معهُ الهيبة.


لا تقومُ منظومة تتلمَّس نِظاما لهُ حدود قوية إلا إذا كانت لها القبضة الجيدة على ما يُطلق عليهِ الفساد ذاك الكائن الحِى المُميت الذِى يُبعث فِى ثوب جميل ظاهريًا مُميت داخليًا يبحثُ عَن أساس كُل خير فيهدِمُه ويرويهِ شكل مِن أشكالِ المُخَدِر التِى تجِدُها فِى بداية الأمر مُنتَشية، ومِن ثَمَّ تجِدُك فريسة هَشَة سُرعان ما تسقُط بعد قوة.

الفساد مِن الأمور بِلا شك التِى تُسبب إنهاكًا لِلمنظومات المتعددة ولا سيما إن اتخذ حكمته فِى الإدارة مع التقنيات العالية قد مِن الصعب الأدراك ولكِن أيضًا مِن السهولةِ بِمكان الإدراك فتلك التقنيات تُسجِل أدق الحِسابات والتوقيعات والتوقُعات وتُتيح للضمير العمل أينما يُريد فنجِد طريق الصلاح وافِر بِالخيرات التِى تَعُم البلاد إن سِرنا فيه أو إما ذاك الوبال الذِى يهتِكُ البُنيان.

ومِن الأمور المُسَلَّم بِها أن الفساد وهو قرينُ الباطِل سيظل موجودًا إلى قيامِ الساعة ومحمود لِمن غابَ قلبُه وظنَّ أنَّ عقلهُ فريد وهو تناسَى عِبرة الزمان فيمن كان قبله مِن الخزِى والخُسران، وما سوف يطولُه صاحِبُ الفكر الفاسِد مِن عَطَب ونهاية النضوج فيسقُطُ أرضًا إن شاع الحقُ وعَمَّ الضمير.

على أرض الواقِع تلمسنا تِلك الفاجِعَة التِى تأكُل الأخضر واليابِس وعلِمنا أنَّهُ سيظل ونوهنا إل أنَّ فِكرَه سيزول إن شاع أهلُ الحق والحقُ هنا بريدُه الضمير وأدواتُه العلوم المختلِفَة فِى إعمار الأرض والبُلدان والدول والمُنظِمات.

لا شك أنَّ الضمير يلعبُ دورًا أساسيًا فِى الباعِث الطيب على أرض الواقِع فهو منبت الحق وإنهاءِ الفساد ويتأتَى مِن دوامِ الوعظ والتذكير، وهو مُهِمة أهل الدين والعلومِ الإنسانية والنفسية التِى تُقَوِّم الإنسان وفِكرَه ويُشعِلنان داخِله الضمير الحِى الذِى إن ذَل يومًا كعادة البشر يستيقِظُ آخِرَه.

أمَّا إن تحدثنا عَنِ الخطواتِ الأخرى نِجِد تِلك التقنياتِ العالية إن تَبِعَت الضمير الحِى فلا خوف ستجِد المنظومات جاهِدة على التطور والاندماج بين العالم، حيثُ كان فِى المقامِ الأول إنقاذِ الفِكر وإحياءِ الضمير، ثُمَّ تتابعت تِلك التقنيات بِلا عَبث مع زيادة التقدم تجِدُك داخِل منظومة تعزِف لحنًا يُطرِبُ الآذان بِلا مُنازِع، فدائمًا النظام أساس للتقدُم والازدهار.

ومما لا شَك فيه أنَّ ما يعود مِن النظام والفِكر السليم مِن خير لابُد أن يَمَس المواطِن فِى خيراتِه الظاهِرة والباطِنة وبِها تكتمِل منظومة الولاء لِما كان هو أساسُه مِن التقدُم والرُقِى وترتقِى المُعادلة لِلتوازُن، حيثُ البيئة الصالِحة للآدمِى مِن أخلاق ونظام ودولة وعَالَم.
الجريدة الرسمية