رئيس التحرير
عصام كامل

عكاشة وعز الرجال والأكتع والعاشر من رمضان!


كان حسن عز الرجال رفيقًا لسيد الغريب بطل المقاومة الشعبية أثناء حصار السويس إبان حرب أكتوبر المجيدة وبعد جمع معلومات عن أبطال ورجال المقاومة الشعبية الذين يحمون المدينة ويخوضون مع الجيش بطولات كبيرة جدا أدرك الصهاينة أن سيد الغريب هو القائد الفعلي لها فتم اغتياله وسرقة رواتب الجيش المحاصر، وبينما كان "فرج الأكتع" يستغل الحصار وبدأ تجارته الحرام مع جيش العدو الإسرائيلي بل معاونته بالمعلومات وكانت مكافأته أموال رواتب الجيش التي تركت له..


اتهموا حسن عز الرجال ظلمًا وقضى سنوات طويلة في السجن وخرج لإثبات براءته بعد تهمة مشينة بالإبلاغ عن قيادات المقاومة وسرقة أموال الجيش وفي رحلة البحث عن فرج الأكتع يعاني معاناة شديدة، خصوصًا أن الأكتع صار رجل أعمال كبيرًا في ظل الانفتاح وراح يضع الحواجز أمام عز الرجال حتى لا يصل إليه بينما يرفض الجميع تصديق عز الرجال بمن فيهم ابنه وزوجته بعد رحلة بحث طويلة عنهما لكن وبعد أدلة وراء أخرى تقف بجانبه ابنة رفيق جهاده في السويس والضابط المسئول عن عودة أموال الجيش بعد الإفراج عنه وآخرين ولا يجدون مفرًا من استخدام القوة للتخلص من فرج الأكتع الذي غير اسمه إلى "عزام أبو خطوة" !

السطور السابقة هي ملخص لفيلم "كتيبة الإعدام" للرائع والمبدع الراحل أسامة أنور عكاشة ضمن أعماله القليلة للسينما والتي حملت في أغلبها إسقاطات سياسية وأخرجه المبدع الراحل عاطف الطيب ليقولا لنا إن كثيرين قاتلوا ودفعوا دماءهم في سبيل تحرير أرضهم -أرضنا- بينما ذهبت أغلب المغانم لكثير من اللصوص بل لمن تاجروا بهذه الدماء الذكية..

نتذكر ذلك ولا يمر يوم إلا ونعرف الجديد عن قصص البطولات العظيمة وكثيرون من أبطالها على قيد الحياة ونحن نتمنى ألا نجد بطلا من أبطال رمضان العظيم يعيش بيننا إلا وتم تكريمه بطريقة أو بأخرى.. أو شهيدًا منهم إلا وتم تكريمه وعائلته فعليًا بمختلف طرق التكريم ومن كل مؤسسات الوطن القادرة على ذلك..

وكما أن هناك جمعية لبنائي السد العالي تتابع أحوالهم حتى اليوم نتمني على جمعية المحاربين القدماء ذات المجهودات الرائعة أن يكون كل أبطال العاشر من رمضان العظيم محل رعايتها خصوصًا أن عددًا منهم كانوا جنودًا بسطاء صغارًا أنهوا مهمتهم وعادوا بعد الحرب لقراهم وأهلهم لم ينتظروا شيئًا ولم يطلبوا شيئًا في إنكار ذات لا مثيل له لكننا نطلب لهم وهو أقصى ما نستطيع، ونطلب لهم وهو أقل ما يستحقونه..
رحم الله شهداءنا وأطال الله في عمر أبطالنا.
الجريدة الرسمية