رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أحد أبطال أكتوبر بجنوب سيناء يروي تفاصيل لحظة النصر

فيتو

كان العاشر من رمضان في سنة 1973 يوم الكرامة الذي يمثل العزة والفخر لانتصارنا في حرب أكتوبر، واستعدنا ذكراه مع بطل من أبطال الحرب.

التقت "فيتو" جندى ممن كان لهم شرف المشاركة في تحقيق النصر واستعادة سيناء، لنسترجع معه ذكرياته عن يوم الكرامة، وهو المهندس عبدالله مروان إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة لمكافة الجراد والطيران الزراعي سابقا، وجندي في الفترة من 1967 إلى 1974 وكانت وظيفتة عامل توجيه صواريخ مضادة للدبابات، ويقيم البطل الآن بطور سيناء، فكان هو من أحد الأبطال الذين عبروا القناة وهو ممن لا يعرفهم الكثيرون، ويروي لنا ماذا حدث في السادس من أكتوبر، تزامنًا مع العاشر من رمضان.


وقال "عبدالله": "في يوم 5 أكتوبر 1973 الموافق 9 رمضان وبمعسكر الجلاء سرية "4 فهد" التابعة لقيادة اللواء 4 مشاه الفرقة الثانية تابع لقيادة الجيش الثاني تحركنا الساعة 5 مساء، واتجهنا إلى قناة السويس، ودون أي إضاءة نزلنا في منطقة المعدية نمرة 6، وفي صباح العاشر من رمضان الموافق يوم 6 أكتوبر وفى الساعات الأولى منه كما هو معتاد فرق للعب الكرة، وأخرى لغسيل الملابس".

وعن ذكرى العبور، يقول البطل عبدالله: "جاءت الأوامر فجهزنا المراكب وعلمنا بموعد العبور قبل موعده بنصف ساعة وعند سماع المدفعيةوعبرنا مباشرة فور تلقينا التعليمات في تمام الساعة الثانية وكان العبور باستخدام القوارب المطاطية، واستخدامها كان أسهل لنا من التدريبات التي كنا نتلقاها، بتدريبنا أكثر من 10 مرات على هذا العبور وحملنا القوارب الخشبية أثناء التدريب، وكانت أماكن التدريب في ترعة الإسماعيلية بمنطقة البعلوة والمحسمة، والتدريب النهائي قبيل الحرب بعدة شهور قليلة، وكانت ترعة الخطاطبة بمحافظة البحيرة أكبر وأعرض من قناة السويس في هذا الوقت، وكانت التدريبات تشمل أيضا على تواجد قوات مصري وكأنها قوات معادية أثناء العبور في التدريب وجهزت لنا القوات المسلحة "جاكيت خاص" لاستخدامه، يسهل حمل مهماتنا واسلحتنا أثناء العبور، محملا به كمامة وطعام ميداني وزمزمية وجركن مياه لتناول الإفطار وكوريك صغير لحفر الخنادق والحفر للاختباء ضرب الدبابات".
 
وأضاف عبدالله: عبرنا القناة وأتت إلينا تعليمات باحتلال موقع بعينه هذا الموقع يتخذه العدو مربضا للدبابات وظيفتي كجندي أعمل حكمدار طاقم وموجه صواريخ مضادة للدبابات، معي صندوق تحكم يتم به التوجيه، والطاقم يتكون من الموجة معي وجهاز التوجيه يزن 12 كجم وفرد 2 حامل لصاروخ يزن 18 كجم.والفرد 3 حامل لصاروخ بالحافظة 18 كجم أيضاوبعد عبورنا كان الموقع خاليا لكن كما قلت فإنه مربض للدبابات وهو بالطبع موقع للمهاجمة ويتخذ حرف (L) وإستراتيجية هذا المكان أن سيطرتنا عليه تسمح لجميع القوات المصرية باستكمال عملية العبوروكانت الساعة نحو 2.15 ظهر يوم 6 أكتوبر رأينا 8 من دبابات العدو متجهة نحونا متخذة تشكيلا قتاليا ظننا في بادئ الأمر أنهم سيلتفون حولنا إلا أنهم بدءوا فتح النار علينا مباشرة بكثافة وبغزارة ولاحظت استعدادهم السريع لرد فعل لأنه بمجرد عبورنا واحتلالنا الموقع وللمكان وأثناء وصولنا والتجهيز".

واستطرد: "قاموا بالاشتباك معنا مباشرة وكما قلت، الساعة كانت في حدود 2.15 قمنا بالاشتباك معهم مباشرة،وبينما اقوم بتجهيز الصاروخ أبدأ النداء على الفرد 2 وكان بجانبي لأعطيه أمرا بتجهيز الصاروخ وجدته ورائي بمسافة 10 أمتار مصابا إصابة بالغة في عضلة السمانة، وأيضا أصيب الصاروخ بعدها قمت انا والفرد 3 بتجهيز الصاروخ الثاني والتوجيه، وإطلاقه على إحدى الدبابات واصابتها، وبذلك نفذت ذخيرتي، وفي انتظار المستدعين احتياطي، وكان وقتها تم تجهيز سيارات بـ 3 عجلات وتُجَرّ من قبل 3 من أفراد مشاة، محملة بـ 8 صواريخ في شنط خشبية وذلك لأن الحقيبة التي معنا تشمل على قاعدة إطلاق اما الحقيبة الخشبية فتكون لنقل الصاروخ فقط وفي حالة وصول هذه الصواريخ المحملة في هذه السيارات الصغيرة إلى موجه الصواريخ يصبح نقطه قوية في مواجه العدو فالمعروف عن العدو أنه يعمل ميكانيكيًا بشكل كامل ويحاروبننا من وراء ساتر والساتر كان في الحرب هو الطائرات والدبابات والسيارات وكنا بـ لغة الجيش، نسمى "المفرزة" والتي تحتوي على أفراد مشاه، صواريخ فهد، ار بي جي، مدفع ب 11، مدفع ب 10 كـ"الطُّعم" للعدو؛ لإشغاله بنا أثناء عبور قواتنا لقناه السويس يوم 6 أكتوبرواستكمل قمنا بالاشتباك معهم وأيضا ساعدتنا المدفعية التي أقيمت فوق تبة عالية بالضفة الغربية في التخلص منهم".

وتابع: "أقيمت هذه التباب لهذا الغرض، وتم إعدادها مسبقا لهذا اليوم المجيد، إلا إن هناك دبابة واحدة لم تُصب رايتها، أخدذت تلاحق أحد أفراد المشاه حاملًا لسلاح ار بي جي فقام هذا الجندي بالنوم في الأرض مما سمح للدبابة بالمرور من فوقه، ثم قام ولاحق الدبابة واطلق عليها قذيفة ار بي جي وإصابةا الدبابة ونزل طاقمه اسرنا من اسرناه وقتل من قتل أثناء الاشتباكات الساعة 3 عصر يوم 6 أكتوبر هدأت الأمور قليلا ثم تحركنا الساعة 4.00 عصرا لاكتساب أرض في الموقع خاصة وأن النسق الثاني يتقدم خلفنا، وتمركزنا لمدة". "وفي نحو الساعة 4.30 عاودوا الهجوم علينا بعدد 4 دبابات من جهة اليمين، وكنا فقدنا عددًا من جنود المشاه أثناء المعارك السابقة، وقام بعض جنود المشاه ممكن كانو معنابحمل الصواريخ، واستطعنا التعامل معهم مباشرة والقضاء على 2 منهم، والاخرين عادوا أدراجهم ولكنهم عادوا باثنين آخرين من اتجاه آخر واستطعنا أيضا هذه المرة القضاء على دبابتين أخريين، ولكن الأخيرتين عاودا، ولم نستطع ملاحقتهماوقمنا بعد ذلك بالتقدم ثم تمركزنا وبدأنا في تجهيز المكان حفر الحفر الصغيرة؛ للاختباء ومحاولة لتأمين أنفسنا؛ لاننا لا نعرف من أي مكان سوف تأتينا الضربات في الساعة السادسة "يا قاتل يا مقتول".

وأضاف أيضًا: "من هذا الوقت وفور تمركزنا في المكان الجديد- والذي يبعد عن المكان الذي كنا فيه بمسافة 3 كيلومترات- من الساعة 6 إلى الساعة 9.45 بعمليات لتبادل إطلاق النار وبلا هوادة خاصة وأن المكان الذي استولينا علية كما قلت هو مكان ووحدة عسكرية خاصة بدبابات العدو". "وفي المساء وكانت تقريبا الساعة 10 مساء يوم 6 أكتوبر رأينا دبابة تاتينا من الخلف اعتقدنا انها احدي الدبابات المصرية".

وذكر: "وأضاءت أنوارها بضوء مبهر اضاء الصحراء في ذلك الوقت وخرج أحد الجنود بالخروج من الحفرة والوقوف تهليلا وقام بالتلويح لها، كنا فرحين أن دباباتنا عبرت القناة، وإذا بالدبابة تطلق النار علينا وبطريقة عشوائية وبكثافة لا تعقل واخذ سائق الدبابة محاولات ليدوس علينا ونحن في الحفر وجدته يتجه نحوي فلا يوجد وقت للتفكير ولا توجد اختيارات اما أن يقتلني أو اقتله فتقدمت نحوه من جانب الدبابة محاولا الصعود عليها ورمي قنبلة يدويا بداخلها عن طريق فتح البرج ثم ارمي القنبلة داخل الدبابة ولكن لا أحد يتوقع رد الفعل العدو فاذ باحد أفراد طاقم الدبابة يفتح البرج ووجهة إلى مسدسة الشخصي واصابني بطلق ناري بركبتي اليمني حاولت بعدها مباشرة التخفي منه والابتعاد بعد إصابتي".

"في صباح يوم 8 أكتوبر، جاء الطبيب حاملا الاشعة، واطلع عليها، متابعًا:" وقال لي: "ألف مبروك الطلقة دخلت وخرجت، واصابت العظام إصابة طفيفة جدا" علما بانني كل هذه المسافة فقدت خلالها كمية كبيرة جدا من الدماء، ثم أعطاني العلاج اللازم داخل المستشفى، وبعدها بأيام عدنا إلى سيناء ووحدتنا القتالية".

وأرسل رسالة إلى كل المصريين والشباب والأطفال والنساء ألا يفرطوا أبدا في شبر من أرض هذا البلد التي ارتوت بدماء المصريين الطاهرة.

الجريدة الرسمية