رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.."العباسي" يروي تفاصيل الساعات الأولى في حرب العاشر من رمضان

فيتو

تحتفل مصر اليوم الأربعاء، بذكرى انتصار العاشر من رمضان، وما إن تحِل علينا هذه المناسبة إلا ونتذكر أحد أبطالنا العظماء وهو محمد العباسي أو"محمد أفندي رافع العلم".. كما يحب أن يناديه الناس أول من رفع علم مصر على أول نقطة تم تحريرها يوم العبور العظيم بسيناء في حرب الكرامة.


ولد محمد عبدالسلام العباس وشهرته محمد العباسى سنة 1947 بمدينة القرين مركز أبوحماد في محافظة الشرقية حاصل على الشهادة الإعدادية وتزوج وعمره 16 عاما من السيدة" فاطمة" التي توفاها الله منذ سنوات ثم تزوج بأخرى له من الأبناء أربعة وهم: جلال يعمل بالأوقاف ونصر موظف بميناء بورسعيد وهيام وأمال ربتا منزل.

التحق بالخدمة العسكرية عقب نكسة 76 وحضر حرب الاستنزاف الممهدة للعبور في 1973 حيث اشترك مع مجموعة من الجنود بزرع الألغام وراء خطوط العدو نجح خلال تلك الفترة في أسر بعض الصهاينة وتدمير 4 ناقلات ودبابتين وأصيب في فخده الأيسر فتم نقله للمستشفي وعاد للجبهة مرة أخرى لمواصلة القتال ضد العدو.

التقت فيتو بـ "محمد أفندى رافع العلم" ليروى تفاصيل الساعات الأولى ما قبل الحرب وبعدها قائلا: تلقينا في صباح يوم الجمعة الخامس من أكتوبر والذي يوافق التاسع من رمضان الأوامر من قادتنا بالإفطار وعدم الصوم، فأدركت حينها بأن ساعة الثأر قد حانت وخاصة أننا في صلاة الجمعة كنا نسجد على علم مصرنا الحبيبة.

ويصمت الرجل صاحب الـ69 عاما قليلا لكى يتذكر الأحداث الصعبة التي مر بها خلال حرب أكتوبر ويستنشق نفسا طويلا ويكمل حديثه قائلا: في صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 الموافق العاشر من رمضان بدأت عمليات التمويه على الجيش الإسرائيلي فكان عدد من الجنود يلعبون كرة القدم والشطرنج وبعضهم يمصون عيدان قصب السكر والبعض الآخر يغسلون الملابس وفي حالة استرخاء تام، ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت في طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف.. ولم أهتم بالألغام والأسلاك الشائكة وقمت بإطلاق النار مع زملائى الأبطال على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية وفي نفس الوقت كانت المدفعية المصرية تصب نيرانها على الدشمة وتمكنت خلالها من قتل نحو ثلاثين فردا من العدو وقمت بحرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري بدلا منه.

مضيفا: أشهد الله تعالي أنني وقت العبور رأيت كلمة الله أكبر مكتوبة بخطوط السحب المتصاعدة من المقذوفات رأيتها مكتوبة في السماء، فقلنا الله أكبر وكانت صيحة العبور ثم تمكنت من رفع العلم على أول نقطة حصينة ولم يخطر ببالي أي شيء سوى مصر وكل جندي كان بداخله إما الشهادة أو النصر.

وعن أصعب موقف تعرض له أثناء عملية العبور قال: عندما كنا ننتظر قيام سلاح المهندسين بفتح الثغرات في الدشمة الحصينة التي أقامها العدو وكان موقفا صعبا وقتها "حسيت" أنه في حالة تأخرهم سنموت جميعا دون أن تبدأ معركتنا وكنت لدى رغبة قوية حينها أن أبادر باختراق الموقع الحصين في محاولة لقتل عدد من الجنود الإسرائيليين قبل أن أستشهد دون أن أترك بصمة قبل أن ينجح المهندسون فيما بعد في تحقيق الهدف المرجو منه.

واستطرد قائلا وحوله بعض أحفاده وهم ينصتون له بكل فخر واعتزاز: يوم ما رفعت العلم كانت بالنسبة لي أسعد لحظة عشتها في حياتى فحتى الآن أتذكر صوت قائدى وهو يصرخ في أذنى قائلا: "ارفع العلم يا عباسى" وسط تعالى هتاف زملائى" الله أكبر وتحيا مصر".

وعن التكريمات قال" العباسي": أهدى أحد أبناء مصر ويدعى" الحاج" حسن فهيم خطاب"، فيلا في الهرم إلى وزارة الحربية لتهديها بدورها لي لتكريمى على قيامى برفع علم بلدى على أول نقطة تم تحريرها يوم العبور العظيم وتم تسمية إحدى المدارس الإعدادية باسمى بمركز أبوحماد إضافة إلى جانب تكريمى من اللواء فؤاد عزيز غالي قائد الجيش الثانى، وتكريمى من المحافظات والجامعات المصرية المختلفة كما تناولنى الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور في خاطرة حملت عنوان" إلى أول جندى رفع العلم في سيناء".

وعن أصعب المواقف التي ألمته: قال عندما توجهت منذ شهور لوزارة الدفاع لتقديم طلب للحج على نفقة الوزارة قابلنى أحد الضباط الصغار هناك وقال لي: من أنت فأجابته أنا محمد العباسي فرد: أنت محمد أفندى اللي رفع العلم فأجابته: نعم فجاء رده صادما لي: وإيه يعنى هو مفيش غيرك اللي رفع العلم ما كلنا حاربنا عاوز إيه: فقلت له أريد التقديم على طلب للحج برفقة زوجتى على نفقة الوزارة فأجابنى: الطلبات اللي أمامى خاصة بشهداء ثورتى يناير ويونيو ومصابي الحرب والمعاقين فقط لاغير، أنت مين فيهم فأجابته أنا مش من مصر وغادرت المكان وأنا في غاية الحزن.

وفي نهاية كلامه ناشد العباسي المسئولين بأن يحققوا أمنيته هو وزوجته بحج البيت الله الحرام حيث تقدم به العمر، علي نفقة القوات المسلحة ووجه كلمة أخيرة لشباب مصر بأن يعودوا إلى روح العاشر من رمضان ويكونوا يدا واحدة حتى تتقدم البلاد وتزداد مصر فرحا وابتهاجا بهم.
الجريدة الرسمية