«وحوي يا وحوي».. أغنية من تراث مصر القديم
تعد الأغاني التراثية على مر العصور إحدى سمات الشهر الكريم، وقد عُرف قدوم شهر رمضان بأغنية «وحوي ياوحوي» التي أداها المطرب أحمد عبد القادر في عشرينيات القرن الماضي، تحديدًا عام 1927، من تأليف حلمي المانسترلي ولحن محمود شريف، وبهذه الأغنية دخل شهر رمضان ساحة الغناء العربىي.
وأكد الباحث الصحفي محمد فهمي عبد اللطيف، في مقال له بمجلة «الجيل» عام 1959، أن أغنية «وحوي يا وحوي» كان يغنيها القدماء المصريين منذ آلاف السنين، وأن كلمة «أيوح» معناها القمر، وأن الأغنية في مجملها تحية للقمر عندما يهل هلاله، ومنذ دخول الفاطميين مصر وانتشار الفوانيس أصبحت أغنية «وحوي يا وحوي» مرتبطة بشهر رمضان يرددها الكبار والصغار.
جاء بعد ذلك حلمي المانسترلي واستلهمها من التراث وصاغها في شكل أغنية رمضانية، لذلك فهي ليست حديثة ولا ترجع إلى العصر الفاطمي كما يُشاع، لكنها قديمة من التراث القديم، وتقول كلماتها: «وحوي يا وحوي - إيوحة.. مرحب رمضان جيت يا رمضان.. جنة جت من الرحمن.. شمعة بتكبر - إيوحة.. في فانوس أخضر - إيوحة.. رمضان نوَّر وهلاله يبان دايمًا فرحان.. رمضان فرحة - إيوحة.. شجرة وطرحة - إيوحة».
والطريف أن المطرب أحمد عبد القادر شدا بها وهو في الثانية عشرة من عمره، وظل يغنيها حتى جاوز الثلاثين عامًا، وهو خريج أول دفعة من معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية، وقد غنى أغنية «وحوي يا وحوي» في افتتاح المعهد عام 1932 بوصفه أصغر خريجي المعهد.
وفي الصورة الطفلة هيام يونس، أشهر من قدمت أغنية «وحوي يا وحوي» بعد أحمد عبد القادر.