سقطة جيجي بوفون وانتفاضة الآزوري أبرز مفاجآت «يورو 2016»
إذا تحولت صورة الإيطالي بالوتلي إلى أيقونة بطولة 2012، بعد إحرازه هدفه الثاني لقيادة بلاده لعبور دور الأربعة في كأس أمم أوروبا على حساب ألمانيا، فإن سقطة بوفون ستقترن حتما ببطولة فرنسا بعد فوز إيطالي مثير على بلجيكا.
أن تفوز إيطاليا على بلجيكا صاحبة المركز الثاني في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم، فهذه أولى مفاجآت ليلة الإثنين (13 يونيو 2016)، ضمن منافسات الجولة الأولى من مباريات المجموعة الخامسة في يورو 2016. أما المفاجأة الأقوى فهي الطريقة التي فاز بها "الآزوري" أمام منتخب مدجج بأسماء ذات قدرات فردية هائلة.
مباراة الإثنين دفعت المنتخب الإيطالي فجأة إلى صدارة المنتخبات المرشحة للفوز بلقب بطولة أوروبا للأمم الأوروبية 2016، رغم فريقها العجوز بمعدل عمري متوسط للاعبين يصل إلى 31 عاما ونصف، وهو أكبر معدل على الإطلاق في تاريخ البطولة الأوروبية.
وبعد الفوز عمت فرحة شديدة لاعبي "الآزوري"، بشكل كشف بشكل جلي أنهم هم أنفسهم لم يتوقعوا الفوز وراهنوا في بداية مشوارهم الأوروبي على التعادل كأقصى ما يمكن تحقيقه، وهو ما كشف عنه بعد ذلك الأسطورة المتجددة جيجي بوفون.
بوفون يلهب مواقع التواصل الاجتماعي
بوفون من جهته ألهب مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب أدائه المبهر وكالمعتاد في تلك المباراة، أو لشحنات الحماسة التي أطلقها باتجاه زملائه، وإنما بسبب انطلاقته الصاروخية من مرماه إلى المرمى البلجيكي، ليقفز على القائم ويفقد توازنه ويسقط على ظهره بقوة.
ولحسن الحظ أنه لم يصب بعد هذه الحركة الجنونية، بل قام وعاد مبتسما كعادته ليحيّي جماهير المنتخب، تعليقات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي اجتمعت على الانبهار ببفون، الذي هو بالأصل محلّ إعجاب محبي كرة القدم، وتساءلت معظمها كيف يمكن للرجل الذي بلغ 38 عاما وفاز بما لا يحصى من الألقاب سواء على الصعيد المحلي أو القاري أو العالمي، أن يفرح أكثر من الطفل بالفوز في مباراة دور المجموعات.
وإذا تحولت صورة اللاعب الدولي الإيطالي ماريو باليتولي عاري الصدر جامد الحركة أيقونة لبطولة 2012، بعد إحرازه هدفه الثاني ليقود بلاده لعبور دور الأربعة في كأس أمم أوروبا على حساب ألمانيا، فإن سقطة بوفون ستقترن حتما ببطولة فرنسا.
"حلم إيطاليا، الحلم"
ومن المؤكد أن فوز إيطاليا هذا طرح أكثر من علامة استفهام، على الأقل من وجهة نظر بلجيكا، فغالبية لاعبي الأزوري لا يمثلون أولى الخيارات بالنسبة لفرقهم، بل ومن وجهة نظر صحيفة "كورييه ديلا سيرا" في وقت سابق، أنه "منتخب بأقل عدد من المواهب منذ بداية التاريخ"، وشاطر هذه الفكرة الجمهور الإيطالي برمته.
أما صباح اليوم الثلاثاء ( 14 يونيو 2016) فنقرأ على صحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت" عنوانا في صدر صفحتها الرئيسية: "حلم إيطاليا، الحلم". بينما ذكرت صحيفة "توتوسبورت": "إيطاليا، أنها البهجة القصوى".
وأجمع النقاد أن سر النجاح الإيطالي يكمن في الأساس في غياب التماسك لدى "الشياطين الحمر"/ المنتخب البلجيكي، مقابل الدفاع الإيطالي الصلب، والفاعلية في استغلال الفرص وروح الفريق العالية.
في المقابل، يبقى المستوى الفني للاعبيين الإيطاليين أقل من المطلوب، وهو ما يتحدث عنه بصراحة المدرب أنطونيو كونتي الذي سيغادر الآزوري إلى فريق تشيلسي الإنجليزي عقب البطولة، ولهذا يؤكد كونتي على الحماسة والانضباط.
وإذا ما التزم الإيطاليون بهذه القيم في ظل وجود القائد بوفون، فمن المحتمل جدا أن يعود الحلم الإيطالي إلى الواجهة، رغم تحذيرات كونتي من عدم الغلو في الثقة في النفس واتخاذ العبرة من مونديال البرازيل 2014 حين استهلت مشوارها بفوز لكنها ودعت البطولة من دور المجموعات وعبر "الباب الضيق".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل