رئيس التحرير
عصام كامل

"اوعى الطوبة"


الليلة.. يلعب منتخب مصر الوطنى لكرة القدم، مباراة مهمة وحاسمة، مع منتخب زيمبابوى، فى مشوار تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.. «تقام المباراة باستاد برج العرب، وبحضور جماهيرى»، « زيمبابوى من أضعف فرق إفريقيا، وليس لها أى تاريخ على مستوى المنتخبات أو الأندية عالميا أو أفريقيا، لكن تأتى المصائب دائمًا من الضعفاء.. فقد تسبب هذا الفريق الضعيف فى خروج مصر من تصفيات كأس العالم 1994 بأمريكا، وكنا الأقرب للصعود والتأهل للمرة الثانية على التوالى بعد المشاركة فى مونديال إيطاليا 1990.


لكن مشجعا مصريًا أحمقًا قذف «طوبة» من المدرجات على رأس مدرب زيمبابوى، وهو من دولة أوروبية، كان يقف لتوجيه لاعبيه، فجاءت الطوبة فى رأسه وسقط على الأرض، واستموت.. وبعبقرية فن الإخراج والجهل ركز مخرج المباراة للتليفزيون المصرى وهو مصرى، على المدرب الملقى على الأرض واستموت فيها، وعمل ميت، لم تكن تفعل أى شىء من هذا.. لكنها فرصتهم، فنحن فائزون، والمباراة سهلة وكان يمكن أن نفوز 5/صفر على الأقل، لكن الحكم وبناء على تعليمات مراقب المباراة أوقفها، وقدم مسئولو زيمبابوى شريط الواقعة، كما سجلها تليفزيون مصر.. قدموها للفيفا فأمر بإعادة المباراة فى مدينة ليون بفرنسا فى إبريل 1993، وسافرت14 طائرة مصرية إلى ليون لتشجيع المنتخب.

ذهب المشجعون بالطبول والدفوف والأعلام وملأوا مدرجات استاد ليون، وهم المصريون الذين زحفوا من كل أنحاء أوروبا، وتعادلنا وخرجنا وصعدت بدلًا منا الكاميرون، التى خدمها تعادل زيمبابوى، وعاد الآلاف فى منتهى الحزن وتكدسوا فى أرض المطار.. كل يبحث عن طائرته وصدرت التعليمات بأن كل من يقف بالقرب من طائرة يركبها وأمامهم نصف ساعة لإخلاء أرض المطار.. وركب الأب فى طائرة والابن فى طائرة أخرى، ومفيش موبايلات وقتها، وحدثت حالة من الدوخة والتوهان وأصبحت المسألة موت وهزيمة وخراب ديار.

تذكرت هذه الواقعة لأذكر المهاويس والمجانين أن إلقاء طوبة أخرجتنا من كأس العالم.. لهذا إياكم وقذف الطوب.. فى عرضك أنت وهو "اوعى الطوبة".

صرخ بائع عربة الفول فى وجه الصبى.. قلت لك مفيش بجنيه فول.. أقل حاجة باتنين جنيه فاهم.. إنت عارف السولار بقى بكام؟!!.

الجريدة الرسمية