مفاجأة النظام الجديد للثانوية العامة
المفاجأة الكبرى هي أنه لا وجود للنظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة الذي أعلنت عنه الحكومة عقب اجتماعها يوم الأربعاء الماضي.
نعم..لا يوجد نظام أو مشروع أو خطة جديدة تتعلق بامتحانات الثانوية أو طريقة وضع الأسئلة ونقلها وتوزيعها كما أعلن بعد الاجتماع في تصريحات رسمية على لسان وزير التعليم ورئيس الوزراء أمام الكاميرات.
هذه التصريحات العنترية التي زفت للمصريين أخبارًا سعيدة تتعلق بقرب الخلاص من بعبع الثانوية العامة وحالة الرعب التي تصاب بها مئات الآلاف من الأسر سنويًا ومواجهة تسريب الامتحانات وكل ما يؤرق الطلبة وأولياء أمورهم.. وهم كبير.. بل خدعة متعمدة من حكومتنا الرشيدة.. بل استخفاف بعقول الناس.
كل ما في الأمر أن الحكومة اختارت أسلوب المسكنات والتصريحات الوردية لتهدئة ثورة المواطنين بعد مهزلة تسريب الامتحانات هذا العام وامتصاص قلق وغضب مئات الأسر التي تنتظر دورها في مقصلة الثانوية السنة الدراسية المقبلة باعتبار أن الثانوية العامة أصبحت "كأس داير" على الجميع مثل الموت.
ليس هذا فقط لكن الحكومة تمادت في خداعها للشعب وأعلنت في نفس المؤتمر الصحفي عن نظام جديد للقبول بالجامعات استكمالا لمنظومة تغيير نظام الثانوية.. وبعد دقائق خرج مسئول جريء بالمجلس الأعلى للجامعات ينفي ما ذكره مجلس الوزراء وأعلن أنه لا وجود لأي نظام من هذا النوع.
وهذه الشجاعة لدى مسئول الجامعات لم تتوافر في مسئولي التربية والتعليم ففضل بعضهم الحديث دون الكشف عن أسمائهم ومناصبهم وانصب كلامهم على أن كل ما جاء بالمؤتمر الصحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء لا يستند إلى أي شيء ملموس على أرض الواقع.
وقال أحد هؤلاء المسئولين "وزارة التعليم مهلهلة وتمر بأضعف فتراتها الآن وتلك التصريحات حتى وإن كانت خادعة فهي إنقاذ لكيان الوزارة الذي قد يعصف به غضب أولياء أمور طلبة الثانوية".
هكذا تدار أهم وأخطر الملفات في مصر الآن!!
