مأساة الطفلة "سمية"
اسمها "سمية".. طفلة صغيرة لم تتجاوز التاسعة من عمرها، لكنها مأساة حقيقية، توجع القلب، وتؤلم النفس، وتستفز الضمائر الحية، فقد شاء القدر أن تفقد يديها وقدميها، بسبب الإهمال وخطأ التشخيص، وأن ترقد على سرير المرض تنتظر رحمة الله، وما أصعب الانتظار وسط الألم والخوف، وبين اليأس والرجاء.
"سمية جمال" ليست مجرد حالة إنسانية، تنشر"فيتو" حكايتها على صفحة "المحقق"، فى العدد الذى بين أيدى القراء الأعزاء الآن، لكنها عنوان لزمن مآسيه أكثر بكثير من أفراحه، ولم لا؟.. وهى وأهلها لا يعرفون كيف جرى لها ما جرى، وكيف قطعت يداها وقدماها؟، فلا أحد من الأطباء أجابهم، ولا أحد توصل إلى تشخيص دقيق لحالتها الصحية.
التعاطف وحده لا يكفى لمساعدة سمية، والدموع وحدها لن تقدم لهذه الطفلة البائسة أو أسرتها شيئًا، فهى ترقد الآن فى عنبر 6 بالطابق السادس بمستشفى أبو الريش، تعانى ألم المرض، والفزع والرعب بعد أن فقدت أطرافها الأربعة، وصارت بقايا طفلة تناجى الله فى جوف الليل ووضح النهار أن يخفف عنها آلامها ومتاعب ذويها، أو"يأخذها" لتستريح وتريح الجميع.
أما والدة سمية.. فهى ربة منزل من أسرة بسيطة من قرية منشأة رضوان بالجيزة، تعيش حياتها وسط ظروف بالغة السوء، تواصل الليل بالنهار إلى جوار طفلتها تتقاسم معها آلامها، وتناجى ربها وتتوجه إليه بالدعاء عسى أن يرحم ابنتها، ويرفع عنها الهم والغم، وبالرغم من هذا لا تسأل الناس إلحافًا، لكنها لا تعرف ماذا تفعل.. وصغيرتها تحتاج إلى شراء أطراف صناعية بآلاف الجنيهات، ربما تخفف عنها، بعد أن صار مستقبلها غامضًا غموض مرضها ومأساتها المتواصلة.
إننى أتوجه إلى الأساتذة الإعلاميين محمود سعد، عمرو أديب، عمرو الليثى، منى الشاذلى، لميس الحديدى، وغيرهم.. وأدعوهم أن يتبنوا قضية هذه الطفلة، فهى تستحق أن نتحرك جميعًا من أجلها ومن أجل أطفال آخرين يعيشون مآسى مشابهة، فهل من مجيب؟...
وتبقى مأساة سمية تستفز المسئولين وأهل الخير، عسى أن يرق أحدهم لآلامها ودموعها، ويقدم ما يرفع عن كاهلها وأسرتها بعض أثقال زمن لا يجد فيه البسطاء العلاج..