رئيس التحرير
عصام كامل

حواديت رمضانية «الحلقة السابعة».. القبض على «إيخمان» أخطر عمليات جهاز الموساد.. إسرائيل تطارد صاحب نظرية حرق اليهود.. نقله جوا من الأرجنتين أصعب اللحظات.. وبن غورين يعلن الخبر في &

فيتو

تحت عنوان «الموساد جهاز المخابرات السري» كتب كل من «دينيس إيزنبرغ» و«إيلي لاندوا» كتابهم عن نشأة الموساد وطريقة نشره على يد جوريون بن غورين أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال.


وفي تلك الحدوتة الرمضانية نتحدث عن إحدى عمليات الاختطاف التي قام بها هذا الجهاز ضد النازيين وهم ما تبقوا بعد هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية.

ويلقي الكتاب في البداية الضوء على «إيسر هرائيل» الذي تولى كافة الأجهزة الأمنية في سنوات الخمسينات حتى أصبح الرجل القوي فعلًا في إسرائيل ورغم ما قيل عنه من صفات وإنه لا يلتفت إلى أي طرفة يبقى عملية «إيخمان» هي أصعب عملية قام بها «إيسر» وفق قوله.

و«إيخمان» أحد اللذين تم تعيينهم عام 1934 في الحزب النازي وكان صاحب نظرية القضاء النهائي على اليهود وأحد منفذي أكبر عمليات تنظيم قتل اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية وصاحب أكبر عملية إبادة راح ضحيتها ما يقرب من مليونين، وبعد الحرب كانت جماعات يهودية تتبع النازيين وتقتلهم لكن «إيخمان» تمكن من الإفلات والهرب حتى عام 1957 حين جلس «إيسر» يفكر كيف يقبض على هذا الرجل.

البداية
كانت البداية حين وردت معلومات من الدكتور «فريتس باور» المدعي العام في مقاطعة «هيسي» بألمانيا يشير إلى أن «إيخمان» يعيش في الأرجنتين، وكانت المشكلة أن الرجل المطلوب يعيش باسم مستعار وبالطبع بحماية من الحكومة الأرجنتينية وبالتالي يجب أن تتم العملية دون ذكر اسم إسرائيل حتى لا تغضب الأرجنتين ودول أمريكا الجنوبية بانتهاك سيادتها ولا يمكن الاستعانة بحكومة الأرجنتين لأن معنى ذلك أن يحاكم «إيخمان» قانونا وبنسبة كبيرة في أوروبا أو الأرجنتين نفسها مما يخضعه لحكم مخفف لم يكن ليرضِ «إيسر»

ظل رئيس جهاز الموساد يدرس الملف طوال الليل وفي الصباح وبعد أن تأكد أن نسبة النجاح كبيرة ذهب إلى بن غوريون طالبا الضوء الأخضر فكان رد الأخير «افعل ذلك»

التحضيرات
بدأت التحضيرات في عام 1958 وأرسل «إيسر» أحد رجاله لمراقبة منزل «إيخمان» وبعد مساعدات في الأرجنتين استطاع رجل «إيسر» في بداية عام 1959 الوصول إلى بيت الرجل المطلوب الذي كان متنكرا تحت اسم «ريكاردوا كليمنت» ويعيش في منطقة «سان فرناندو» وصوروا البيت من جميع زواياه وفي 21 مايو 1960 استطاعوا الحصول على البرهان حين نزل «ريكاردوا» أو «إيخمان» ليزور زوجته بمناسبة عيد زواجه، وكان سبب التأخير رجال الموساد أن «إيسر» كان يريدها بعيدة عن إسرائيل وما إن ظفر بالبرهان حتى قرر السفر بنفسه واختار مجموعة من أفضل رجاله للقيام بالمهمة وتم الاستعدادا لنقل «إيخمان» جوًا على إنه عامل بإحدى طائرات شركة «العال» وفي 11 مايو كان أمام بيت «إيخمان» ثلاث سيارات في انتظاره حتى أنه تأخر قليلا مما أوجد حالة من اليأس في نفوس مطارديه سرعان مازالت حتى استطاعوا أن يقبضوا عليه.

كانت الدهشة أن «إيخمان» الذي عاش عمره مطاردًا تعاون مع الموساد وقدم المعلومات وأخبرهم بكل المعلومات منذ اشتراكه في الحزب الاشتراكي القومي النازي.

خطة نقله
أما طريقة نقله وفق الخطة فكانت كالتالي: وضع أحد العملاء في مستشفى محلي بالأرجنتين بادعاء أنه يعاني من ضرر في الدماغ إثر حادث مزعوم ثم يتحسن هذا المريض من خلال تقارير مزورة حتى يحصل على إذن الخروج، ولم يكد المريض يخرج حتى تؤخذ منه تلك الأوراق وتصبح في يد «إيخمان» أما «إيسر» فكانت أصعب لحظاته هو كيفية تهريب «إيخمان» من المطار دون أن يلحظ أحد شيئا وبالفعل تواجد في مطار «بيونيس آيرس» منذ الصباح وتم نقل «إيخمان» وسط عاملين تظاهروا أنهم مخمورون وظل «إيسر» يراقب الأمر من بعيد وأبدي «إيخمان» تعاونا كبيرا في نقله وبالفعل صعد الطائرة وتنفس الجميع الصعداء لكن مشكلة أخرى قابلته على متن الطائرة.

تلك المشكلة هي أن عاملا بولنديا من أصل يهودي قُتل أهله في المحرقة تعرف على «إيخمان» واستطاع «إيسر» بصعوبة أن يبعد العامل الذي كان يريد قتل النازي الذي فتك بأهله.

بعد الوصول إلى إسرائيل وقف «بن غوريون» في الكنيست يعلن أن «إيخمان» في إسرائيل وفي الوقت الذي ينهي فيه رئيس وزراء إسرائيل حديثه كان الجميع ينظر إلى «إيسر» الذي اكتفى بالسكوت في أفضل لحظاته العملية.
الجريدة الرسمية