رئيس التحرير
عصام كامل

«هند بنت عتبة».. بطلة في الجاهلية والإسلام

فيتو

هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبي سفيان بن حرب وأم معاوية بن أبي سفيان والملقبة (بطلة في الجاهلية والإسلام)، كانت من أشهر نساء الجاهلية لما بها من فصاحة وجرأة وثقة وحزم ورأي، فكانت أيضا تقول الشعر وترسل الحكمة.


ويوم بدر عندما بلغتها أنباء غزوة بدر ومشت نساء من قريش إليها فقلن لها: ألا تبكين على أبيك (عتبة بن ربيعة) وأخيك (الوليد بن عتبة) وعمك( شيبة بن ربيعة) وأهل بيتك (قتل حنظلة بن أبي سفيان وأسر عمرو بن أبي سفيان)؟ فقالت: والنار تشوي كبدها: خلاني لا والله، حتى أثأر من محمد وأصحابه، والدهن على حرام إن دخل رأسي حتى نغزوا محمدا، ولا يذهب الحزن عني إلا أن أرى ثأري بعيني من قتلة الأحبة.

وأصبحت تسلط القوم مع زوجها أبي سفيان في غزوة أحد على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تقول لوحشي بن حرب العبد الحبشي: فبهذه الحربة حربتك إن قتلت حمزة فتصبح سيدًا حرًا، حتى قتل وحشي حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه.

وشاءت إرادة الله جل شأنه أن تنقلب بطلة الجاهلية إلى بطلة الإسلام.

فيوم فتح مكة عاد أبو سفيان بن حرب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وهو يصيح: يا معشر قريش.. ألا إني قد أسلمت فأسلموا،إن محمدا قد أتاكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.

وفي اليوم الثاني لفتح مكة قالت هند لزوجها أبي سفيان: إنما أريد أن أتابع محمدا فخذني إليه، فقال لها: فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، فذهب بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها نسوة، فاستأذن لها فدخلت منتقبة متنكرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك يا محمد، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله، ثم كشفت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك، فبايعها مع النساء.

كما شهدت هند بنت عتبة موقعة اليرموك هي وزوجها، وكانت تحرض على قتال الروم، وماتت هند بنت عتبة- رضي الله عنها- في نهاية خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

الجريدة الرسمية