رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تخريبها دول العالم.. قطر تتربع على عرش «الدول المستقرة».. دعمت ومولت ميليشيات مسلحة لإسقاط «القذافي».. أشعلت حرب سوريا.. أثارت فتنة لبنان.. ومؤشر السلام يصنفها خالية من النزاعا

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني امير قطر

بعد أن لعبت تلك الدولة الصغيرة أدوارا تفوق حجمها في تخريب دول الجوار وبث الفوضى والنزاعات فيها، احتلت قطر مرتبة مرتفعة بمؤشر السلام العالمي "جلوبال بيس إنديكس" للدول الخالية تماما من النزاعات والتي تعيش في سلام تام.


الصراع اللليبي
لعبت قطرا دورا لا يخفى على أحد في اشعال الأوضاع بليبيا التي باتت تسودها الفوضى والدمار منذ مقتل زعيمها معمر القذافي عام 2011.

وساهمت قطر بمساعدة دول أخرى في إسقاط النظام الليبي عبر دور مبكر وكبير تم من خلال دعم التيارات الإسلامية السياسية والعسكرية وعلى رأسهم عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الليبية المقاتلة السابق، والذي كان أُفرج عنه في إطار المصالحة مع النظام.

وأشارت صحف عربية بينها صحيفة الحياة اللندنية إلى سعي قطر بجهد بالغ إلى فرض بلحاج ليكون قائد عملية تحرير طرابلس، حتى أنها طلبت تأجيل موعد العملية ثلاثة أيام بحجة أن الناتو غير قادر على قصف الأهداف التي تم طلب تحييدها ليتبين أن سبب التأجيل هو محاولة تمكين عبدالحكيم بلحاج من استجماع قوات كافية في منطقة الجبل ليدخل بها طرابلس حتى يعلن أنه هو من حرر المدينة.

واتهم تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أطرافًا خارجية بلعب دور كبير في رفض تسليم الميليشيات سلاحها، بل وبتقديم دعم مباشر إلى بعضها، متضمنا تصريحات مسئول فرنسي عن صدمة باريس من جهود الدوحة لتقديم تمويل منفصل لعبد الحكيم بلحاج، واصفا الأمر بأنه لعبة خطيرة وأن قطر تحاول تجاوز المجلس الوطني الانتقالي وتمويل ميليشيا إسلامية منفصلة.

الحرب السورية
وجه الرئيس السوري بشار الأسد تهما صريحة لقطر بالتورط في إشعال الحرب الداخلية هناك، موضحا انها كانت تدفع أموالا طائلة لأفراد سوريين للخروج في تظاهرات يومية لتظهر الأمور في سوريا وكأنها ثورة شعبية.

وكان وزير الخارجية القطري السابق خالد العطية قد أعرب عن استعداد بلاده التدخل في سوريا عسكريا إذا لزم الأمر ذلك، مدعيا أنهم يتخذون موقفا بصف الشعب السوري وليست لديهم أي مصالح في ذلك.

وأكّد رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني في مقابلة سابقة مع صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية أنه أُريد لقطر أن تقود الأحداث في سوريا في بداية الأزمة، وقال: "سأقول شيئًا ربما أدلي به للمرة الأولى عندما بدأنا ننخرط في سوريا في بدايات 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأنّ قطر هي التي ستقود".

أزمة اليمن
بادرت قطر بالمشاركة سريعا بالتدخل في اليمن ضمن "عاصفة الحزم" التي نفذتها مجموعة من الدول العربية بعد صدام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع الحوثيين.

وحرصت قطر على امتلاك تدخل قوي داخل اليمن بعدما كان التدخل الأول لها بعد بدء الحرب بشهرين فقدمت عروضا للدول المشاركة بالتحالف تضمنت تولى الدعم والمشاركة في عملية تحرير الجوف وجبهتي حريب والجدعان التي لم يتم تطهيرهما بعد، حيث تدفع الدوحة بقوة برية مجهزة بأحدث الآليات ومنظومة صواريخ متطورة ومدفعية بعيدة المدى وذاتية الحركة.

إشعال لبنان
وُجهت تهما متكررة لقطر بالتورط في اشعال فتنة دموية بلبنان وذلك لأنها تعتبر لبنان جزءا لا يتجزأ من مخططاتها بالمنطقة فأصبحت الدوحة لاعبا أساسيا على الساحة اللبنانية، وحاولت أن تلعب دور "المعتدل" في لبنان عبر سعيها إلى إقامة علاقات مع الأحزاب اللبنانية كافة لأنها ترى فيها وتحديدًا طرابلس، البوّابة الإستراتيجية الملائمة للقصف على سوريا عبر المال والسلاح لإسقاط النظام السوري.

إخوان مصر
لم يكن الدعم القطري العنيف لإخوان مصر بعيدا عن الأنظار حتى أن قادة الدولة الصغيرة لم يستح أحدهم من إعلان دعمهم الشديد لاتباع جماعة الإخوان ومعارضتهم القوية للنظام المصري الأمر الذي لحقه تدخلا قويا في الشئون الداخلية المصرية وتصريحات مسيئة للنظام المصري مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين الطرفين لم تنته حتى الآن بعد أن تسببت في اشعال النزاع بين النظام والإخوان منذ ذلك الحين وحتى الوقت الحالي.
الجريدة الرسمية