رئيس التحرير
عصام كامل

هل الإسلام صالح لكل زمان ومكان ؟!


من يؤمنون بالإسلام -ونحن منهم- يرون ذلك.. ويؤمنون أن الإسلام ومن خلال كتابه الكريم قد أجاب عن كل أسئلة الدنيا.. ولكن أغلب هؤلاء ينتمون إلى مدرسة النقل في فهم القرآن.. النقل هي المدرسة التي تستخدم الذاكرة والموروث في التعبد بالإسلام.. فما أن تسأل أحدهم عن مسألة إلا وقال لك على الفور "يقول فلان عن فلان" أو "روى فلان في كتابه كذا كذا" أو "يقول جمهور العلماء كذا وكذا" ! دون أن ينتبهوا أن الأحكام التي يذكرونها صدرت عن أصحابها قبل مئات السنين وعندما صدرت منهم كانوا يلتزمون بتعاليم الإسلام التي تدعو إلى التفكر والتأمل والتعقل.. وبالتالي فشيوخنا الأوائل استجابوا لدعوة الإسلام بالاجتهاد، وبالتالي فمن يستعين بفتاواهم وآرائهم ليس فقط يستدعي آراءً وأحكامًا تحتاج لمراجعات كبيرة لأنها بنت زمانها فحسب، وإنما أيضًا يخالفون تعاليم الإسلام نفسه !


وبالتالي فالأزمة كلها ليست في شيوخنا الأوائل وإنما فيمن يطلب عندهم الإجابة عن أسئلة معاصرة.. ورغم أن الأسئلة المعاصرة بداهة تحتاج إلى إجابات معاصرة وإلا حدثت الهوة الكبيرة بين العصر الحالي والفتوى القديمة وهذه الإجابات المنقولة تسببت في اتساع دوائر الأسئلة عند الأجيال الجديدة التي لا تجد إجابات شافيه فتتطرف ضد الدين ومن هنا انفتح باب الإلحاد على مصراعيه!

والحل ؟
الحل في الانحياز إلى مدرسة العقل في فهم الإسلام..هذه المدرسة تدعو إلى التجديد والاجتهاد في كل شيء.. ولكن ولأن أصحاب المدرسة الأولى يدافعون عن نفوذهم -حتى الروحي على الأقل- فاتهموا أنصار مدرسة العقل بالاجتهاد مع وجود نص رغم أن الاجتهاد يتم أساسا في النصوص وليس مع النص وهي ليست نصوصا جديدة حاشا لله فإن الاتهامات تلاحق أنصار مدرسة العقل لتشويههم باعتبارهم متساهلين في حق الدين رغم أننا لا نعرف كيف لمن يجدد دينه ويستخدم عقله لفهمه يكون متهاونًا بحقه !

على كل حال تشويه الإسلام وما وصل إليه حال المسلمين تسببت فيه مدرسة النقل ولا حل الآن ونحن نواجه ما لم نواجهه من قبل من أسئلة جديدة وتكنولوجيا مذهلة وحرب علنية إلا أن يتصدى المجتهدون وليس الحافظون.. من يعملون عقولهم وليس من يعملون ذاكراتهم..لا حل إلا بمدرسة أبي حنيفة النعمان الإمام الأعظم كما سمته الأمة الاسلامية ومدرسة محمد عبده الأستاذ الإمام كما سماه ضمير الأمة وإلا فالمشكلة قائمة والأزمات ستتفاقم !
المشكلة في من يقدم الإسلام وليس في الإسلام العظيم نفسه ولنا الأدلة على ذلك فانتظرونا..
الجريدة الرسمية