رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب ساويرس يكتب: «المستقبل مذهل والعالم سيتغير»..إفلاس شركات السيارات 2020.. واختفاء 80% من الوظائف التقليدية.. «موديز» جهاز لكشف الكذب.. و«بيتكوين» تنهي عصر العملات الت

نجيب ساويرس
نجيب ساويرس

تحت عنوان «المستقبل مذهل والعالم سيتغير» كتب رجل الأعمال نجيب ساويرس مقالًا في جريدة أخبار اليوم يتحدث فيه عن ثورة الاتصالات التي تحدث في العالم وكيف ستغير شكل العالم.


وفي بداية المقال يعرض«ساويرس» تجربة شخصية له حين عرض عليه الاستثمار في مشروع لشركة موتورولا اسمه «ايريديوم» ويتلخص في أن يكون لدى العميل هاتف جوال يعمل في جميع أنحاء العالم بنفس الرقم عن طريق إطلاق عدد كبير من الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي بتكلفة ٢٨ مليار دولار.

ويضيف رجل الأعمال أنه لم يقتنع وقتها بالفكرة وقد أثبتت له الأيام أنه كان على حق، فلقد توصل أحد العاملين في مجال البرمجيات إلى اختراع «سوفت وير» يؤدي نفس الغرض وهو ما يسمي بـ«الرومينج» أو التجوال بتكلفة بعض الآلاف من الدولارات مما أدي إلى إفلاس «ايريديوم» وتم بيعه بـ ٣٠ مليون دولار من أصل الـ ٢٨ مليارا، وهو نفس ما حدث مع شركة كوداك التي أعلنت إفلاسها.

ويتابع أنه من المتوقع أن تفلس معظم شركات السيارات، فشركات السيارات التقليدية تنظر للتطور على أنه فقط بناء سيارة أفضل في حين أن شركات التكنولوجيا والبرمجيات (تسلا، أبل، وجوجل) تفعل النهج الثوري وتبني جهاز كمبيوتر على عجلات. شركات التأمين أيضا لديها مشكلة كبيرة لأنه من دون وقوع الحوادث سيختفي التأمين على السيارات. وسوف تصبح السيارات الكهربائية هي السائدة في عام 2020 وستصبح المدن أقل صخبا.

ويكمل «ساويرس» ستصبح الكهرباء رخيصة للغاية ونظيفة. لقد كان إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية يتزايد بهدوء خلال الثلاثين عاما الماضية والآن فقط يمكنك رؤية ذلك الإنجاز العظيم. فمن المتوقع أنه بحلول عام 2025 ستتوقف جميع شركات الفحم نظرا لانخفاض ثمن الطاقة الشمسية. ومع كهرباء رخيصة سيأتي الماء رخيصا ووفيرا بفضل محطات تحلية المياه. إن تحلية متر مكعب من الماء تحتاج 2 كيلو وات ومع انخفاض سعر الكهرباء ستتوفر المياه النظيفة في كل المناطق بلا تكلفة تقريبا فليس لدينا ندرة مياه في معظم الأماكن.. لدينا فقط مياه الشرب شحيحة.

الصحة

وفي مجال الصحة يقول «ساويرس» ستكون هناك الشركات التي ستقوم بصناعة جهاز طبي اسمه ترايكوردر ( من ستار تراك) يعمل مع الهاتف، ويأخذ مسحة من شبكية عينك وعينة من دمك ومن نفسك ثم يحلل 54 من العلامات الحيوية التي من شأنها تحديد أي مرض تقريبا. وسوف يباع هذا الجهاز بثمن رخيص لذلك من المتوقع أنه في غضون سنوات قليلة سوف يحصل الجميع على هذا الكوكب على تشخيص طبي عالي المستوي بالمجان تقريبا.

الوظائف التقليدية

ويستطرد سوف تختفي 70- 80٪ من الوظائف التقليدية في السنوات العشرين المقبلة وسيكون هناك الكثير من الوظائف الجديدة ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت ستكون كافية في مثل هذا الوقت القصير. سيكون هناك في المستقبل روبوت زراعي ثمنه مائة دولار يمكن المزارعين في دول العالم من أن يتحولوا إلى مديرين لمزارعهم بدلا من العمل كل يوم في حقولهم وسوف يتحولون إلى الزراعة الهوائية التي تحتاج إلى كميات أقل من المياه.

ويوضح نجيب ساويرس أن هناك حاليا برنامج يسمي موديز يمكنه تحديد حالتك المزاجية وفي عام 2020 سوف تكون هناك تطبيقات يمكنها عن طريق تعبيرات وجهك أن تعرف إذا كنت تكذب. من المتوقع كذلك زيادة طول العمر ليصل المتوسط إلى مائة عام.

عملة إلكترونية

ويشير إلى أنه سوف تسود عملة بيتكوين هذا العام وقد تصبح عملة الاحتياطي الافتراضي. وهي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود مادي لها كما أنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.

أما بالنسبة للتعليم: فإن 70٪ من كل البشر سيمتلكون الهاتف الذكي بأرخص الأسعار في عام 2020 ومن خلاله سيكون لدى كل شخص القدرة على الوصول إلى تعليم على المستوي العالمي من خلال برامج مثل أكاديمية خان التي تتيح لأي طفل تعلم كل شيء يتعلمه الأطفال في مدارس بلدان العالم الأول. إن التعليم عالي الجودة عادةً ما يُكلّف أموالًا ولكن مع عهد برامج التعليم مثل أكاديمية خان وغيرها أصبح الأمر مختلفا.

وينهي مقاله قائلًا: «باختصار، إن توقعات المستقبل قد أثبتت لنا أن أي فكرة مصممة للنجاح في القرن العشرين محكوم عليها بالفشل في القرن الواحد والعشرين. إن العالم المتقدم يجري ويلهث ليملك المستقبل ولكن البعض منا مصرون على الجمود أو السير إلى الخلف وأخذنا معهم في اتجاه معاكس لقوانين الطبيعة التي لا تكف عن التطور. إن الكون حولنا يتغير والمعطيات اختلفت وإذا واجهنا ذلك بالتجاهل والجمود كان مصيرنا تعيسا ويائسا فلا مكان في المستقبل إلا للأقوياء والشاطر من يستعد»..
الجريدة الرسمية