رئيس التحرير
عصام كامل

الجماعة المكروهة


عجيبة هى طباع البشر، عجيبة سلوكياتهم، عجيبة معادن الإنسان.. على الأصل دور، كلمة مأثورة على لسان كل المصريين.. الأصل لا يتغير لايتلون لايغتر.. الأصل ثابت راسخ رسوخ الجبال لايتغير بلقب أو مال أو سلطة..


تذكرت جملة "على الأصل دور"، حينما تابعت دولا تغير أصلها بغناها، وجماعات ظهرت طبيعتها حينما دانت لها، وشعب صامد منذ آلاف السنين، لم يكسره معتدٍ أو محتل، كانت ومازالت تكمن داخله قوة البقاء.. قادر على تحقيق الانتصار مهما طال الزمن..

تذكرت قطر هذه الدويلة الصغيرة، التى أخذت من مندوب روسيا للأمم المتحدة قلما على وجهها، حينما قال مندوبها فى الأمم المتحدة لمندوب روسيا "حذار من استخدام حق الفيتو، "فكان الرد صفعة قوية ليرد هذه الدويلة إلى حجمها الطبيعى.. حذار أن تتحدث اعرف مكانك، وإلا غدا سوف لاتوجد دويلة اسمها قطر على الخريطة".. تذكرت دولا عمرها وطورها أبناء مصر الشرفاء وها هى تعطيهم ظهرها وتسجن وتعاقب أبناءها.

تذكرت جماعة سرية نشأت منذ وجودها تسعى للمصلحة، فتارة تقف مع الملك، وتارة مع الإنجليز، وتارة مع مموليها فى قطر ودول الخليج.. تذكرت تلك الجماعة التى صعب حصر أسمائها التى تتغير مع كل نظام، سميت جماعة الإخوان المسلمين، وأطلق عليها الجماعة المحظورة، ولكنها كانت المحظوظة، وأخيرا بعد أن تمكنت من حكم مصر ظهر معدنها الحقيقى وأصبحت الجماعة المكروهة.

جماعة فاشية تعيش فى شيفونية مطلقة.. الواقع يؤكد أنها جماعة انتهازية نجحت فى كل العصور فى العمل فى الظلام إلى أن سرقت الثورة ونجحت فى الاستفادة من كل التيارات السياسية وكل المحطات الإعلامية ليطحنوا لها القمح لتسرق هى تعب ودماء شباب مصر..

جماعة سخرت الكل لمصلحتها، قادت الشارع بشعار"يسقط حكم العسكر"، لتتسلم مقاليد الحكم منهم، وينال العسكر جزاءهم على طريقة سينمار.. جماعة تعاطف معها كل الشعب المصرى المخدوع فيهم، وتعاطف معهم الإعلاميون والحقوقيون فى أرض مصر أيام حكم مبارك، ودافع عنهم كتاب عمالقة ورموز إعلاميون، وقفت بجانبهم ليلطموا الجيمع ويتعالوا على الكل بلا أصل، بل يشوهون من قدمهم ومن تبنى قضاياهم قديما.. إنهم عملاء فلول.. بينما الواقع إنهم العملاء وإنهم الخونة.

عملاء لأمريكا وإسرائيل وقطر.. باعوا كل شىء ليربحوا حكم مصر .. منذ أول يوم جلس فيه مرسى تم تصدير الغاز لإسرائيل لم تضرب أنابيب الغاز.

خونة استباحوا دماء الجنود المصريين فى رفح، وقت الإفطار فى شهر رمضان، بمساعدة شريكهم حماس أو كتائب الأقصى التى أتت لتساندهم وتعاونهم على قتل المصريين.. استباحت دماء الشرفاء.. أخيرا لفظها الشعب المصرى كله وهاجموا مقراتهم فى مناحى مصر ووقف ثوار مصر أمام مقرهم الرئيسى فى جمعة الكرامة.. تطوع العديد من أصحاب الميكروباصات الكارهين والمدركين الفاشيين الجدد، بل تسابقوا فى نقل جموع البشر بالمجان للتظاهر أمام هذه الفئة عديمة الوطنية ومقرهم الرئيسى.

جماعة نجحت خلال 3 شهور فقط، فى الحصول على الكراهية التى جمعها مبارك بعد حكم 30 عاما استطاعت أن تتحول من الجماعة المحظوظة إلى الجماعة المكروهة، من كل التيارات الدينية والليبرالية والثورية..

إنها جماعة الإخوان، هذه الجماعة التى أثبتت بالدليل القاطع فساد أصلها ووضاعة أتباعها وفاشية رجالها، لقد أسقطت أتباعها العريان والبلتاجى والشاطر وبديع.. إنهم نالوا بحق لعنات الشعب ورغبة الشعب فى زوالهم وبترهم مثل السرطان لإنقاذ مصر من تلك الجماعة التى بعد أن كانت محظوظة، نالت بكل جدارة لعنات الشعب، وأصبحت المكروهة.

وعن قريب سوف ترحل الجماعة المكروهة ونبنى مصر من جديد لتنتصر إرادة الشعب.

Medhat00_klada@hotmail.com





الجريدة الرسمية